شفافيات
سافرت مع اهلي صغيرا لسورية الجميلة سنة1963، كما عدنا للسفر اليها عام 1965، وكان جو سورية المجتمعي لا يوصف من حيث طيب الاستقبال، والترحيب والخير الوفير. ثم سافرنا وفدا تربوية إلى سورية مع الدكتور المرحوم أحمد الربعي لحضور مؤتمر تربوي لمنظمة الـ"اسيسكو" التربوية للتربية والثقافة والاداب والعلوم؛ وكان ذلك عام 1997 تقريبا، والقتنا طائرة خاصة تتبع الديوان الاميري؛ وودعنا في الكويت السفير السوري في التشريفات.
لم تكن سورية التسعينات كسورية الستينات؛ لقد خربها الذي لم يحفظه الله؛ واصبح جوها حزينا، وكأنه لا يطيق حتى جلده على عظمه ولحمه.
وجاء المجرم الابن، فالقى على سورية السلام والمحبة، سورية بلودان والزبداني ودمشق وغيرها؛ القى عليها الاف الاطنان من البراميل المتفجرة، وهدم منازلها ومساكنها ومدارسها على رؤوس اهلها، وهو حاكمها فاستجار اهل سورية الشقيقة برب العباد، ان يحميهم من هذا الخائن المجرم؛ فاستجاب الله لهم بنصر عظيم على يد الرئيس السوري احمد الشرع؛ نصر فيه عبده واعز جنده؛ وهرب بسبب هذا الانتصار الخونة المجرمين اعداء الانسانية الى غير رجعة.
اليوم تتنفس سورية الحرية بقيادة زعيمها الشاب المخلص الأمين أحمد الشرع، وتعود لتبني نفسها من جديد دولة عربية؛ دولة حرية وكرامة، وعزة، ولتنهض لشعبها وبشعبها، الذي ذاق الغربة والتهجير والمعاناة في كل انحاء العالم؛ يعود الشعب إلى سورية الحرة، وتعود حرة للشعب السوري ومحبيه، ومن كل قلوبنا في الكويت نرحب اليوم الأحد بزيارة الرئيس السوري الكريم أحمد الشرع، لبلده الثاني دولة الكويت، ولاخيه سمو امير البلاد الشيخ مشعل الاحمد الجابر الصباح، حفظه الله؛ ونذكر بدورنا أن حرية سورية وعودتها للأحضان االعربية هي عودة الحرية لكل محب للحرية؛ عدو للظلم والظلام؛ عاشت الكويت البلد الثاني لكل محب للحرية والسلام، وعاشت سورية الحرية.
كاتب كويتي