الخميس 05 يونيو 2025
35°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الحَيَاء في زمن قِلَّة الحَيَاء
play icon
كل الآراء

الحَيَاء في زمن قِلَّة الحَيَاء

Time
الاثنين 02 يونيو 2025
View
80
د.خالد الجنفاوي
حوارات

يشير الحَيَاء الى الاحتشام في القول والفعل والملبس، وهو التعفّف عمّا لا يحلّ شرعاً، وهو شعبة من الايمان، ونقيضه قلّة الحياء.

ومن بعض ما يمكن للانسان، صاحب الحياء فعله في أي وضع أو ظرف، أو بيئة، تنتشر فيها صفاقة الوجوه، وقلّة الأدب، وقلّة الاستحياء من الله عزّ وجلّ، نذكر ما يلي:

- تجنّب مخالطة السّفهاء: قليل الحياء سفيه، والسفيه يكون أحياناً كثيرة قليل الحياء، ويجدر بالإنسان صاحب الحياء تحاشي الجلوس في مكان يوجد فيه شخص، أو أشخاص سفهاء، حتى لا يعرّض نفسه لقلّة حياء هو في غنى عنها، والعقلاء وأصحاب الحياء هم الأغلبية في المجتمع المحافظ، ومخالطتهم ومصاحبتهم، ومجالستهم تزيد في عقل الانسان ومروءته.

- تحاشي الوقوع في الشبهات: يحرص صاحب الحياء على تجنّب وضع نفسه في مواقع الشبهات في كلامه وتصرّفاته، ويتمّ ذلك بمنع النفس عن اتّباع الهوى، وانتقاء التصرّفات والأقوال الشخصية في العالم الخارجيّ، فلا يضع العاقل نفسه في موضع التهمة بابتعاده عن مواقع الشبهات.

- مخالطة القرناء الصالحين: يجدر بمن يرغب في الحفاظ على حيائه في زمن تنتشر فيه قلّة الحياء أن يخالط، ويجالس الأفراد المشابهين له في أخلاقهم الحميدة، ليستزيد منهم ويستزيدوا منه في محاسن الأخلاق، ولو خَلَتْ خَرُبَتْ.

- الغلِظَة مع قليل الحياء: أعتقد شخصياً بأنّ الأسلوب الأمثل للتعامل مع شخص قليل الحياء، هو معاملته بفظاظة تناسب قلّة حيائه، فليس من المنطق أن يلين المرء مع شخص يتعمّد قلّة الحياء معه، فهو كما قال أحد الشعراء: إنّ ذلّ صار ملاكاً في تصرّفه!-الحَياء قوّة: ينبع حياء المرء من قوّة إرادته، فالحياء هو خيار العقلاء والضابطين لأنفسهم، والذين لا يسمحون لأهوائهم البشريّة المتقلّبة أن تسيطر على تصرّفاتهم، وتفضيل الحياء على قلّة الحياء في بيئة قلّة الحياء يكشف عن قوّة إرادة جبّارة.

- غضّ البصر والحَياء: يشيح العاقل بوجهه وبعينيه عن النظر الى ما لا يحلّ له شرعاً، لا سيما في بيئة تنتشر فيها سلوكيّات قلّة الحياء، فيجلو بصره، ويقوى إيمانه، ويترسّخ يقينه، وتزيد مروءته.

كاتب كويتي

@DrAljenfawi

آخر الأخبار