رئيس وزراء السودان يتعهد تحسين العلاقات مع دول الجوار وتحقيق السلام

عقد أول اجتماع للحكومة ووعد باستعادة هيبة الدولة وإطلاق حوار شامل والقضاء على التمرد

بورتسودان، عواصم - وكالات: فيما عقدت الحكومة السودانية الجديدة اجتماعها الأول، تعهد رئيس وزراء السودان كامل إدريس تحسين علاقات بلاده مع دول الجوار وتحقيق السلام وإطلاق حوار شامل والقضاء على التمرد، في وقت وصل مدير الاستخبارات الإثيوبية رضوان حسين إلى العاصمة المؤقتة بورتسودان، حاملا رسالة إلى رئيس مجلس السيادة الانتقالي قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان من رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، وذلك في إطار جهود ديبلوماسية تهدف إلى تعزيز الحوار والتفاهم بين الأطراف السودانية والإثيوبية، وسط الأوضاع الأمنية والسياسية المتوترة في السودان والمنطقة، ولم يتم كشف تفاصيل محتوى الرسالة، لكن مصادر أشارت إلى أنها تحمل دعوات لتسوية النزاعات ودعم الاستقرار في السودان.

وفي أول اجتماع للحكومة الجديدة اجتماعها، أكد رئيس الوزراء كامل إدريس أن المرحلة المقبلة تتطلب جهودا كبيرة لإعادة البناء والإعمار، وتطرق الإجتماع الى رؤية إدريس خلال المرحلة المقبلة والبرامج الموضوعة للفترة الانتقالية، وقال المبعوث السويسري للقرن الإفريقي سلفاين إستير إنه التقى إدريس ورحب برسالته التي تدعو إلى السلام وبالتزامه القوي بإنهاء الصراع، مضيفا على منصة "إكس" أن سويسرا تظل مستعدة لدعم جميع الجهود الصادقة نحو سلام دائم ومستقبل ديمقراطي للسودان، مؤكدا أن الشعب السوداني لا يستحق أقل من ذلك.

من جانبه، شدد رئيس الوزراء السوداني على تعزيز علاقات السودان الخارجية مع دول الجوار والعالم العربي والإفريقي ودول العالم كافة، وتعهد في خطاب وجهه للشعب السوداني ليل أول من أمس، العمل لخدمة الوطن وإنفاذ مبادئ العدالة والسلام وسيادة القانون والتنمية المستدامة، مؤكدا إعمال مبدأ المساواة مع جميع القوى السياسية والفعاليات السودانية والوقوف على مسافة واحدة من الجميع، مبينا أنه سيكون قريبا من المواطن والشعب السوداني، مشددا على أن أهم الأولويات الوطنية العاجلة هي الأمن القومي السوداني وهيبة الدولة بالقضاء على التمرد والمليشيات المتمردة، قائلا "نحض الدول الداعمة للتمرد على التوقف عن التخطيط والتمويل والتعاون على تنفيذ ذلك"، دون تقديم المزيد من التفاصيل، مؤكدا أهمية بناء دولة القانون بما في ذلك النيابة والقضاء والمحكمة الدستورية.

وأعلن أن برنامج الدولة للمرحلة المقبلة سيركز على الاستشفاء الوطني الشامل والحوار السوداني - السوداني الذي لا يستثني أحدا، فضلا عن نبذ الجهوية والعنصرية، وتعهد بالعمل على إدارة الفترة الانتقالية والجهاز التنفيذي بكل كفاءة ونجاعة، مشيرا الى إعطاء الأولوية لاستتباب الاستقرار والسلام والأمن، مبديا اهتماما بالاقتصاد ومعاش الناس وأمن السودانيين، داعيا الى استنفار الإمكانيات الداخلية لزيادة الصادر وتفعيل الصناعات والزراعة، خاصة الشركات الصغيرة والمتوسطة، موضحا أن من الأولويات العاجلة، إعادة الإعمار وجبر الضرر، بل وإعادة هيكلة الدولة السودانية التي يتطلب تضافر الجهود واستنفار كافة الإمكانيات المحلية الممكنة لتحقيق ذلك.

ميدانيا، قال مصدر عسكري رفيع إن القوات المسلحة السودانية استعادت منطقة رهيد النوبة التابعة لمحلية جبرة الشيخ بولاية شمال كردفان، مضيفا أن سلاح الجو التابع للجيش السوداني نفذ على مدى يومين متتاليين سلسلة ضربات جوية باستخدام الطيران المسير استهدفت مواقع تابعة لقوات الدعم السريع في منطقة الكيلو زيرو شمال مدينة بارا بولاية شمال كردفان، وأسفرت العمليات عن تدمير مركبات قتالية وعتاد عسكري للدعم السريع اضافة إلى تحييد عدد كبير من العناصر المتمركزة في المنطقة، كما شن الطيران المسير السوداني هجمات مماثلة استهدفت مواقع لها في منطقة ام سياله بولاية شمال كردفان، وأكدت مصادر ميدانية أن الضربات الجوية حققت أهدافها بدقة عالية وألحقت خسائر فادحة بصفوف عناصرها في وقت تتواصل فيه العمليات العسكرية محاور الخوي والدبيبات.