سَداد الرأي عند المفاجأة

حوارات

"يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ"(البقرة 269).

يتّصف بعض الأفراد بحضور البديهة، لا سيما سداد آرائهم عند المفاجأة، ومن بعض ما يمكّن الانسان من اكتساب سمات سداد الرأي عند المفاجأة، وسرعة الإدراك والفهم، في عالم اليوم الذي يكاد يفيض بما يشغل القلب والعقل، نذكر ما يلي:

- استعمال العقل للتفكير: يتوجّب على العاقل الذي يرغب في اكتساب مهارات سداد الرأي، وحضور البديهة، والقدرة على العثور السريع للحلول للمشكلات المفاجئة، أن يستعمل عقله لما خلق له، ألا وهو التفكير وإعمال الآليات الذهنية في التفكير الصائب، والذي يستند على ممارسة التفكير الموضوعي، وهي القدرة على تحديد موضوع معيّن والتركيز الذهني على معرفة كل تفاصيله الدقيقة بشكل منفصل عن العاطفة.

- التخفيف من استعمال الهاتف الذّكي: أسوأ أنواع التشتيت الذهني، لا سيما ما يؤدّي الى بعثرة الطاقات الذهنية، وتشتيت الجهود العقلية في ما لا ينفع، هو الإفراط في استعمال الهاتف الذكي، فبالإضافة إلى أنه يؤدّي الى الإدمان المرضيّ للأجهزة الالكترونية، فكثرة النظر في الهاتف الذّكي، واستعماله بشكل مبالغ تؤدّي الى إضعاف القدرات الذهنية الفطرية، ويؤثّر سلباً على قدرة النظر، وربما تؤدّي الى بلادة التفكير وثقل الفهم.

- مجالسة ومحادثة النُبَهَاء: يصبح الانسان سديد الرأي ومحنّكاً عندما يحرص على مجالسة، ومحادثة الأشخاص النبهاء أصحاب التجارب الحياتية الثريّة، وهم أهل الفطنة، لا سيما الناجحون حياتياً، والمتميّزون علمياً وتجارياً وفكرياً، وهو يستفيد من زيادة عقولهم، ويكتسب مختلف أنواع الحكمة الحياتية بسبب الاحتكاك بهم، ويكتسب منهم سمات بعد النّظر وعمق التفكير والرويّة.

ومن علامات النبهاء الاهتمام بمناقشة سنن الحياة والحكمة بعامة، والامتناع عن تداول أراجيف العامّة.

- قراءة القرآن الكريم: أفضل هواية مجزية يمكن أن يمارسها المسلم هي قرأته المستمرة للقرآن الكريم، والتمعّن العميق في معانيه الكريمة، والسعي الى استسقاء واستقصاء، وفهم سنن الحياة الإنسانية من الآيات القرآنية، والنظر المستمر في الفرقان يساهم بشكل مباشر في التفريق بين الحق وبين الباطل، ويقوّي الذّهن ويسرّع البديهة ويسدّد الرأي.

كاتب كويتي

@DrAljenfawi