استشهاد 27 فلسطينياً وإصابة المئات
غزة، عواصم - وكالات: أعلنت وزارة الصحة في غزة أمس، استشهاد نحو 27 فلسطينياً وإصابة العشرات في مجزرة جديدة ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي باستهدافه مئات الفلسطينيين خلال محاولتهم الحصول على مساعدات غذائية جنوب قطاع غزة، قائلة إن نحو 27 شهيداً وعشرات الإصابات بينهم حالات خطيرة جداً وصلوا إلى المستشفيات، في حصيلة أولية لمجزرة الاحتلال بحق المواطنين الذين كانوا ينتظرون المساعدات في المنطقة المخصصة لتوزيعها بمحافظة رفح، بينما أكد شهود عيان أن قوات الاحتلال الإسرائيلية أطلقت النار على مئات الفلسطينيين الذين كانوا متجهين إلى مركز المساعدات الذي تشرف عليه قوات الاحتلال في رفح، وبينما تواصل استهداف جيش الاحتلال لليوم الثالث توالياً، للفلسطينيين قرب مراكز توزيع المساعدات، أقر جيش الاحتلال للمرة الأولى بأنه أطلق النار قرب مجمعات توزيع المساعدات، زاعما بالقول "خلال توجه الجماهير الفلسطينية على الطرقات المرتبة في طريقهم إلى مجمعات توزيع المساعدات على بعد نصف كيلومتر من المجمع، رصدت القوات عدداً من المشتبه بهم تحركوا نحو القوات متجاوزين الطرقات المعروفة"، مؤكدا أن قواته "نفذت إطلاق نار بغرض الإبعاد، وبعد أن لم يبتعدوا، جرى تنفيذ إطلاق نار آخر قرب عدد من المشتبه بهم الذين واصلوا التقدم".
على صعيد متصل، كثف جيش الاحتلال الإسرائيلي قصفه على المنازل والمباني السكنية المرتفعة التي ما زالت صامدة في قطاع غزة، مع تخوف الفلسطينيين من استمرار محاولات تهجيرهم واحتلال أراضيهم ضمن عملية "عربات جدعون"، وسط استمرار الإبادة الجماعية منذ عشرين شهرا، ومع تصريحات إسرائيلية تتحدث عن توسيع الحرب المرجح أن تستمر لأشهر وفق إعلام عبري، وتتضمّن العملية إجلاء الفلسطينيين بالكامل من مناطق التوغل شمال غزة، وتوجيههم إلى مناطق في جنوب القطاع، على أن يبقى الجيش في أي منطقة يحتلّها، وأعرب فلسطينيون عن تخوفهم من أن يكون القصف المكثف للمنازل والعمارات السكنية تمهيدا لتوسيع العملية البرية خاصة في شمال القطاع، بينما يواصل الجيش عمليات نسف وتفجير المباني السكنية الواقعة في محافظة الشمال وشرق مدينتي غزة وخان يونس جنوب القطاع، كما تتواصل الهجمات بالتزامن مع تفاقم المجاعة الناجمة عن إغلاق إسرائيل للمعابر أمام المساعدات الإنسانية، إلا كميات قليلة تسمح بدخولها إلى مراكز توزيع مشبوهة حولتها إلى "مصائد للموت" وفق تقارير حقوقية، ارتكبت فيها مجازر بحق الفلسطينيين المجوّعين بإطلاق الرصاص العشوائي صوبهم.
في غضون ذلك، كشفت هيئة البث الإسرائيلية أن المحادثات غير المباشرة مع حركة "حماس" ما زالت جارية، ناقلة عن مصادر إسرائيلية أن "المحادثات لم تنهر بعد، لكن مواقف الطرفين بعيدة، لكن ما يزال من الممكن التوصل لاتفاق"، كما نقلت عن مصادر في الدول الوسيطة أن "الولايات المتحدة وقطر ومصر تجري سلسلة من المحادثات مع حماس لسد الفجوات بين المنظمة وإسرائيل"، موضحة ان رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بحث مع قيادة "حماس" في الخارج تجاوز الفجوات بين الاقتراح الحالي لويتكوف ورد "حماس" المليء بالتعليقات، موضحة ان "حماس" مازالت تطالب بضمانات أميركية إضافية في أي اتفاق، لكنها تحاول إظهار استعدادها للدخول في مفاوضات فورية، من أجل رأب الصدع بينها وبين ويتكوف، بينما نقلت "يديعوت أحرونوت" عن مصدر إسرائيلي إن ويتكوف طلب من رجل الأعمال الفلسطيني ـ الأميركي بشارة بحبح البقاء في الدوحة في محاولة لتليين موقف "حماس".