عون: تعزيز العلاقات "من دولة إلى دولة"
بيروت، عواصم - وكالات: فيما أكد سفير لبنان السابق في واشنطن أنطوان شديد إصرار بلاده على إنهاء التأثير الإيراني، واصفا زيارة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي لبيروت بأنها تهدف لإثبات نفوذ إيران في لبنان، رغم الخسائر التي تكبدتها والضربات التي تلقاها "حزب الله" وسقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد في سورية، كشف شديد أن القيادات اللبنانية أبلغت عراقجي رسالة واضحة بأن الأمور تغيرت، وأن لبنان ملتزم بتنفيذ القرارات الدولية، لا سيما القرار 1701، ومسألة حصرية السلاح بيد الدولة، لافتا إلى أن لبنان "بات تحت المجهر الدولي، وإيران تدرك هذه المسألة، ولا يمكنها الوقوف أمام إرادة اللبنانيين في تحرير قرارهم من التأثيرات الخارجية".
من جانبه، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن طهران تحترم شؤون لبنان الداخلية ولا تتدخل فيها، معربا عن أمله بفتح صفحة جديدة في العلاقات معه على أساس الاحترام المتبادل، مشددا في تصريح من مطار بيروت الدولي في مستهل زيارته التي التقى خلالها نظيره اللبناني يوسف رجي والرئيس اللبناني جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام ورئيس مجلس النواب نبيه بري، على أن العلاقات مع لبنان تاريخية ومتجذرة وقائمة على الاحترام المتبادل، وقال إن إيران تؤكد دعمها لاستقلال لبنان وسيادته ووحدة أراضيه، مبينا أن الزيارة ضمن جولة إقليمية تركز على دول الجوار وغرب آسيا، معلنا أن طهران مستمرة في دعم لبنان رغم الظروف الصعبة، قائلا "نحترم شؤون لبنان الداخلية ولا نتدخل فيها"، وقال عراقجي خلال لقائه الرئيس جوزاف عون إن ايران تدعم الحوار الوطني في لبنان بين الطوائف والمجموعات والاتجاهات المختلفة، معتبرا الزيارة تأتي في إطار فتح صفحة جديدة في العلاقة مع لبنان إنطلاقا من الظروف المستجدة التي يشهدها لبنان والمنطقة.
بدوره، أكد الرئيس جوزاف عون خلال استقباله عراقجي أن لبنان يتطلع الى تعزيز العلاقات من دولة الى دولة مع ايران، مشيرا إلى أن إعادة إعمار ما هدمته الحرب الإسرائيلية من الأولويات التي يعمل عليها مع الحكومة بالتعاون مع الدول الشقيقة والصديقة وفق القوانين المرعية، مشددا على أن الحوار الداخلي المدخل لكل المسائل المختلف عليها وكذلك الحوار بين الدول بعيدا عن العنف، بينما أكد وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي لنظيره الإيراني أن لبنان يعول على حرص إيران على أمنه واستقراره وسلمه الأهلي تمكينا له من تجاوز التحديات الجسام التي يواجهها، وقال "نستكمل الجهد الديبلوماسي الرامي إلى تحرير الأراضي التي ما زالت تحتلها إسرائيل ووقف اعتداءاتها المتواصلة، وبسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها وحصر السلاح بيدها، وصولا الى تأمين الدعم اللازم من الدول الصديقة للبنان".
على صعيد آخر، أكد الرئيس اللبناني جوزاف عون أن الرقمنة ليست مشروع حكومة فقط بل هي مشروع وطن والتحول نحوها قرار سيادي لبناء مستقبل أفضل، قائلا في افتتاح مؤتمر "الحكومة الذكية: خبرات الاغتراب في خدمة لبنان": "اتخذنا قرارنا بألا نكون غرباء عن اقتصاد الرقمنة، فيما يقوم لبنان بتصدير الخبراء من أبنائه الى أنحاء العالم"، مضيفا "نريد من الحكومة الذكية خدمة كل مواطن وأن تكون خدمة أكثر فاعلية وسرعة وشفافية وشمولية"، مشددا على رغبة لبنان في الانفتاح على الشراكات الإقليمية والدولية وأن يكون مؤهلا لاستثمارات خارجية، معلنا أن بلاده ستتقدم بطلب الانتساب الى منظمة التعاون الرقمي.