الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية مريم رجوي متوسطة عددا من حضور مؤتمر "إيران حرة" في باريس (مجاهدي خلق)
طهران تعتزم رفض الاقتراح الأميركي... و"الوكالة الدولية": فقدنا القدرة على التحقق من سلمية برنامجها النووي
واشنطن، طهران، عواصم - وكالات: فيما أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه لن يسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم في أي اتفاق محتمل يتوصل اليه البلدان حول برنامج طهران النووي، معتبرا في منشور على منصته "تروث سوشيال" أن برنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني كان ينبغي أن يتوقف منذ زمن، كشف مسؤولون أميركيون أن الاقتراح المكتوب الذي قدمته الادارة الأميركية لطهران يسمح لها بتخصيب محدود لليورانيوم، قائلين لموقع "أكسيوس" الأميركي إن طهران سيُسمح لها بتخصيب اليورانيوم بمستويات منخفضة لفترة زمنية محددة، موضحين أن المقترح يسمح بمواصلة تخصيب اليورانيوم حتى نسبة 3 في المئة ولا يشمل تفكيك كل المنشآت النووية الإيرانية، وبموجب الاقتراح، لن تُرفع العقوبات إلا بعد أن تظهر إيران التزاما حقيقيا، وبعد أن تصادق الوكالة الدولية للطاقة الذرية على ذلك، كما أنه لن يُسمح لإيران بإنشاء منشآت تخصيب جديدة، وسيُطلب منها تفكيك البنى التحتية الحيوية الخاصة بتحويل ومعالجة اليورانيوم، ووقف البحث والتطوير المتعلق بأجهزة الطرد المركزي الجديدة.
من جانبهم، قال مسؤولون أميركيون إن الرئيس ترامب وأعضاء حكومته أقرب من أي وقت مضى إلى سياسة الرئيس السابق جو بايدن عند طرح ملف إيران، ملاحظين أن لهجة ترامب بشأن التوصل إلى حلّ مع طهران أصبحت متفائلة، كما أنه خفف أو تخلّى مع أعضاء إدارته عن التهديد المتكرر باستعمال القوة العسكرية، فيما حافظ الأميركيون على شرط واحد وهو عدم حصول إيران على السلاح النووي، معتبرين التحوّل في خطاب ترامب وإدارته لا يأتي من فراغ، حيث يتحدث الكثير من العاملين في الإدارة الحالية عن أن الرئيس يريد تحقيق أي إنجاز بعدما أصيب بخيبة كبيرة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ولم يتمكّن من وقف الحرب في أوكرانيا، وقال أحد المسؤولين الأميركيين القريبين من تفكير الرئيس إن ترامب يريد تحقيق أمر يكون إنجازاً تاريخياً، والملف الإيراني مرشّح ليكون كذلك، موضحا أن إنجاز هذا الملف سيفسح المجال لتوسيع الاتفاقات الإبراهيمية، مشددا على أن الادارة تريد حلاً يتمّ التفاوض عليه مع إيران، لأن الحلّ العسكري فائق التكلفة عسكرياً وديبلوماسياً، وسيخرّب منطقة الشرق الأوسط، وقال مسؤول أميركي إن الولايات المتحدة لديها خيارات دفاعية وهجومية في المنطقة، لكن الرسالة الآن هي رسائل متفائلة.
في المقابل، أكد ديبلوماسي إيراني كبير أن طهران تعتزم رفض الاقتراح الأميركي، واصفاً إياه بأنه "غير قابل للتنفيذ ولا يراعي مصالح طهران"، مضيفا أنه لا يتضمن أي تغيير في موقف واشنطن بشأن تخصيب اليورانيوم، كما أكد مصدر إيراني مطّلع أن المقترح الأميركي المكتوب جاء "خيالياً وأحادياً إلى درجة لا يمكّن إيران من اعتباره أساساً عادلاً لأية تسوية محتملة"، مؤكدا أنه غير مقبول، وفقاً لوكالة أنباء "إيسنا" شبه الرسمية الإيرانية.
من جانبه، أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي استعداد بلاده لاتخاذ خطوات لبناء الثقة والشفافية بشأن برنامجها النووي تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قائلا "واثقون من الطبيعة السلمية لبرنامجنا النووي وأثبتنا ذلك على أرض الواقع" مضيفا "نحن لن نتجه أبدا نحو التسلح النووي وموقفنا واضح في هذا الخصوص".
بدروه، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي رغبة بلاده بمواصلة الحوار مع الترويكا الأوروبية وأهمية الدور الأوروبي البناء في الموضوع النووي الإيراني، معربا في اتصال هاتفي مع نظيره الألماني يوهان فاديفول عن أمله في تحسين العلاقات بين طهران وبرلين، معلنا استعداد بلاده لاتخاذ خطوات مؤثرة في هذا المجال، بينما أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن قدرتها على التحقق من الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني تضررت بشكل بالغ نتيجة توقف إيران عن تنفيذ التزاماتها بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة، قائلة في تقرير سيناقشه مجلس المحافظين في اجتماعه الدوري الاثنين المقبل أن توقف إيران عن تنفيذ التزاماتها النووية ولاحقا قرارها إزالة جميع معدات المراقبة التابعة للوكالة، أديا إلى تعطيل خطر لمهام التحقق والرصد التي كانت تقوم بها.