حجاج الداخل يؤدون طواف القدوم وتصعيد 650 ألفاً إلى مشعر عرفات

مكة المكرمة، عواصم - وكالات: فيما أعلنت السلطات السعودية وصول نحو مليون و650 ألف حاج إلى الأراضي المقدسة من حجاج الخارج من مختلف دول العالم حتى ظهر أول من أمس، مشيرة لحجاج الداخل البالغ عددهم نحو 500 ألف حاج وحاجة من السعوديين و13 جنسية أخرى من المقيمين بالمملكة، بدأت مكة المكرمة استقبال حجاج الداخل لأداء طواف القدوم، وأكد مدير عام الحج والعمرة بالمركز العام للنقل في الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة محمد القرني، استكمال وصول حجاج الخارج إلى مكة المكرمة، في حين بدأ حجاج الداخل في التوافد والوصول إلى الحرم المكي الشريف ليل أمس، استعدادًا لأداء مناسك الحج.

وقال "تم اكتمال مرحلة القدوم لحجاج الخارج عبر التنقل بين مكة المكرمة والمدينة لمدة 36 يومًا ماضية، ولم يتم تسجيل أي حالات أو حوادث تعيق حركة الحجاج في هذه المرحلة، في حين بدأ استقبال حجاج الداخل واستمر وصولهم حتى أمس السابع من ذي الحجة وتم اكتمال العدد المستهدف الذي يبلغ نحو مليون حاج، مضيفا ان حركة الحجاج بدأت مساء أمس من الساعة 8:00 مساءً حتى 10:00 صباح اليوم الثامن من ذي الحجة، حيث يتوقع أن يتواجد نحو مليون حاج في مشعر منى، في حين يتم تصعيد 650,000 حاج مباشرة من مكة إلى مشعر عرفات، بدءًا من صباح اليوم الثامن، حيث نخطط لوصولهم إلى عرفات قبل الساعة 3:00 فجرًا، موضحا أن مرحلة التروية للتصعيد من منى إلى عرفات ستبدأ عبر ثلاثة أنماط من النقل، وذلك عبر قطار المشاعر بعدد 316 ألف حاج، في حين أن النقل المتعدد والنقل التقليدي، سينقل نحو 720 ألف حاج، وهذه الأعداد تشمل وصولهم واستقرارهم في عرفات صباح يوم غد التاسع، حيث سيتم نقلهم من خلال منظومة النقل التي يشرف عليها المركز العام للنقل.

وقال "لدينا نحو 24,700 حافلة تقوم بخدمة الحجاج، بالإضافة إلى 2,500 حافلة للطوارئ في حال حدوث أي عطل، لضمان إسناد الحالات الطارئة خلال جميع مهام الحج، هذه الأرقام تعكس الجهود الكبيرة التي بذلتها الدولة المباركة في استعداداتها التي بدأت منذ انتهاء الحج العام الماضي، وتؤكد على أهمية التواصل بين القطاعات الأمنية والخدمية كافة.

على صعيد متصل، انطلقت أولى رحلات قطار المشاعر المقدسة الذي يؤدي دوراً حاسماً في نقل الحجاج بين المواقع المقدسة في منى وعرفات ومزدلفة، ويتميز القطار الذي يعمل منذ عام 2010 بطاقته العالية والكفاءة، حيث سجل نقل نحو 3.95 ملايين راكب في عام 2011 وحده، كما انتهت صيانة نحو 62 جسراً و25,000 شارع في المشاعر المقدسة، بهدف حماية حركة الحجاج، سواء عبر المواكب أو المشي، واصبحت محطة القطار رقم 3 جاهزة بالكامل لاستقبال الحجاج وبدء أداء مناسكهم ابتداءً من عيد الأضحى، مع الاستعداد لاستقبال مئات الآلاف من الحجاج هذا العام، وتم تفعيل نظام صوتي حول مسجد الخيف، بعد الانتهاء من تطوير جميع المناطق المحيطة وتوفير مكيفات هواء لخفض درجة الحرارة وتقليل الضغط الحراري، كما جرى العمل على تركيب نحو 250 مكيفاً للهواء في مناطق شرق الجمرات، لتعزيز راحة الحجاج وأمانهم.

في غضون ذلك، شدد وزير الحج والعمرة السعودي توفيق الربيعة على ضرورة التزام مكاتب شؤون الحجاج الرسمية بالتعليمات المنظمة للحركة داخل المشاعر المقدسة، بما يضمن سلامة الحجاج وجودة أدائهم للمناسك، موضحا في كلمة ألقاها خلال اللقاء الذي عقده مع رؤساء بعثات الحج الرسمية من الوزراء وأصحاب الفضيلة من مختلف الدول، أن ارتفاع درجات الحرارة في يوم عرفة يتطلب التأكيد على بقاء الحجاج داخل المخيمات من الساعة العاشرة صباحًا وحتى الرابعة عصرًا؛ حفاظًا على صحتهم، ومنعًا لأي حالات إجهاد حراري، مؤكدًا أن المشي الجماعي العشوائي يُعد خطرًا على انسيابية الحركة، وعلى أرواح الحجاج.

وشدد وزير الحج والعمرة على ضرورة عدم الخروج من عرفات إلى مزدلفة مشيًا، بل يجب الالتزام باستخدام وسائل النقل المخصصة، لافتًا النظر إلى أن خطط التفويج والنقل تسهم بشكل مباشر في تنظيم حركة الحشود، وضمان سلامة الجميع, والالتزام بها مسؤولية جماعية، مشيرا إلى أهمية بطاقة "نسك"، مؤكدًا أن من لا يحملها لا يُسمح له بدخول الحرم أو المشاعر أو استخدام وسائل النقل، مبينًا أن هذه البطاقة باتت أداة تنظيمية أساسية في ضبط أداء الحج، ومنع المخالفات، وختم كلمته بالتأكيد أن هذا العام سيشهد تشديدًا كبيرًا على التأكد من مدى حصول الحاج على تصريح للحج، حرصًا على سلامة ضيوف الرحمن، وضمانًا لتجربتهم الإيمانية الكاملة، في ظل تنظيم دقيق يليق بمكانة الشعيرة وعظمة المناسبة.

من جانبه، تفقد وزير الصحة السعودي فهد الجلاجل جاهزية الآليات والمنظومة الصحية المشاركة في موسم الحج، في حفل نظمته هيئة الهلال الأحمر السعودي في مهبط الهيئة بمشعر عرفات بحضور رؤساء وممثلي الجهات الصحية، حيث قدمت عرضا متكاملا لأحدث تجهيزاتها ووسائلها الإسعافية البرية والجوية، في مشهد يعكس الدقة العالية والروح الإنسانية والتكامل المؤسسي، وأكد رئيس هيئة الهلال الأحمر السعودي جلال العويسي أن العرض يجسد حجم العمل الميداني والجهد اللوجستي الذي تم على مدى الأشهر الماضية لضمان موسم حج آمن.