الجمعة 06 يونيو 2025
37°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
ما يحدث عالمياً ليس 'قراقيع صيف' ... ماذا نحن فاعلون؟
play icon
كل الآراء

ما يحدث عالمياً ليس "قراقيع صيف" ... ماذا نحن فاعلون؟

Time
الأربعاء 04 يونيو 2025
View
30
م. عادل الجارالله الخرافي

الدول لا تتحرك من فراغ، بل لديها دائما معطيات وقراءات لكل حدث، وتبني على ذلك خططها، لذا فإن اعلان الحكومة البريطانية، قبل ايام أنها "ستنفق 1.5 مليار جنيه إسترليني على بناء ستة مصانع جديدة على الأقل لإنتاج الأسلحة والمتفجرات، في إطار مراجعة شاملة لقدراتها الدفاعية، وتعتزم شراء ما يصل إلى سبعة آلاف سلاح بعيد المدى مصنع في بريطانيا".

فإن ذلك ليس ترفا، في حين يعاني اقتصادها من تحديات كبرى، والغلاء يتخطى المستويات القادر عليها المواطن، اضف إلى ذلك جملة مشكلات تسبب بها الخروج من الاتحاد الاوروبي، ورغم ذلك فإن الوضع الدولي يضغط عليها كي تواكب التحديات الامنية والعسكرية في حال تطورت الامور إلى مواجهة كبيرة عالميا.

الارقام المعلن عنها في المملكة المتحدة بالنسبة للاستثمار في السلاح، تبدو للوهلة الاولى انها متواضعة، لكنها في الواقع تعتبر مأخوذة من اللحم الحي، فالتحديات الدولية كبيرة، وهي اكبر من طاقة أي دولة منفردة لمواجهتها، وتحتاج إلى تحالفات كبيرة، خصوصا بعد التطورات الكبيرة بين روسيا واوكرانيا، والسعي إلى تطويق روسيا كمقدمة لكسر الهيمنة الصينية المتوقعة خلال العقد المقبل.

كذلك، قبل اشهر أعلنت المانيا خطة، تعتبر بكل المقايسس جريئة لتحديث جيشها، واعلنت أن على مدار 12 عاما ستنفق نحو تريليون على "خطة تسلح من شأنها أن تنقلها إلى قوة عسكرية كبرى".

في المقابل اعتبرت المواجهة بين الهند وباكستان اختباراً للصناعات العسكرية الصينية والغربية، وعندما اثبتت الاسلحة الصينية كفاءتها، سارعت الإدارة الاميركية لفرض وقف لاطلاق النار.

اضف إلى ذلك أن الحرب بين اوكرانيا وروسيا هي اختبار ايضاً للتكنولوجيا العسكرية المختلفة في العالم، والامر نفسه ينطبق على الحروب الصغيرة التي تخوضها بعض الاطراف الاقليمية.

لا شك أن هذا الوضع المعقد يتطلب الاستعداد إليه من كل النواحي، وفيما الدول الصغيرة، في احيان كثيرة، تكون ما يسمى "فرق عملة"، لان الفيل لا يرى النمل، وكذلك مصالح الدول الكبرى لا تقوم على العلاقات الديبلوماسية فقط، وإذا اعتبرنا من دروس التاريخ، نرى أن هناك دولاً كانت تعتمد على علاقات متينة مع من اعتبرتهم حلفاء، لكن جرى التخلي عنها عند اول منعطف.

هذا الشرح الكبير يقودنا إلى السؤال المهم، وربما المصيري: حيال كل تلك التطورات ماذا نحن فاعلون؟

صحيح اننا دولة صغيرة، ورغم الكثير من الامكانات العديدة إلا اننا لا نزال نفكر بطريق غير مألوفة في مثل هذه الاوضاع، وكأن "الجو بديع والدنيا ربيع"، إلا إذا كانت الكويت في كوكب اخر.

قبل اسابيع عدة اعلنت الحكومة عن خطة "خلق مصادر دخل بديلة للجيش من خلال توفير أذرع استثمارية بعيداً عن الاعتماد الكلي على الموارد النفطية"، وهذا الامر يتوقف عنده المراقب كثيراً، لان الوضع الاقليمي والتهديدات، المباشرة وغير المباشرة، لا تسمح بالبحث في اذرع استثمارية جديدة للقوات المسلحة، إنما تخصيص الاستثمارات لتعزيزها، في وقت تسعى الحكومة للتقشف، كما أن لدينا الهيئة العامة للاستثمار فهي الكفيلة بكل ذلك!

الحماية حلقات عدة منفصلة ومترابطة في الوقت نفسه، وتحتاج إلى حنكة ودربة، ولدينا في كل المجالات طاقات كبيرة يمكن استثمارها في خطة حماية الكويت، بدءا من سمو ولي العهد فهو احد صناع السياسة الخارجية الكويتية، كما أن على رأس وزارة الخارجية وزيرا نشيطا له مكانته، هو عبدالله اليحيا، وهذا مثال عما لدينا، فهل نرى قريبا خطة جريئة لحماية الكويت من تداعيات الوضعين الاقليمي والدولي، فما يحدث ليس "قراقيع صيف"؟

آخر الأخبار