بوضوح
في الخامس من يونيو يُحيي العالم "اليوم العالمي للبيئة"، ومعه تُرفع الأصوات مطالبةً بحماية الأرض ومصادرها، والتصدي للتلوث والتغير المناخي.
هذا العام، تتزامن هذه المناسبة مع يوم عرفة، أعظم أيام الله، الذي تتنزل فيه الرحمات، وتُغفر فيه الذنوب وتُجاب فيه الدعوات.
وهنا تتجلّى رسالة عظيمة أن العناية بالأرض ليست مجرد واجب بيئي، بل عبادة وسلوك تعبّدي يُجسّد أمانة الاستخلاف في الأرض، كما أرادها الله لعباده.
في موسم الحج، نرى ملايين المسلمين يتجردون من مظاهر الدنيا، في مشهدٍ روحيٍ مهيب، يرتقون فيه من الفرد إلى الأمة، ومن الذات إلى الرسالة.
والوقوف بعرفة تأمل وتوبة، ومراجعة للنفس، وهو ما نحتاجه أيضاً تجاه سلوكنا مع البيئة، تُشرّع في سياق الرحمة والتكافل، وتُراعى فيها شروط الصحة والنظافة، فإن التحول يبدأ من النية، ومن خطوات صغيرة صادقة نُقلل الاستهلاك ونُحسن التدوير، ونُعلّم أبناءنا أن البيئة ليست شيئاً منفصلاً عن الدين.
ومنها البيئة بوصفها ضرورةً لحفظ النفس والحياة، وإحياء هذه المقاصد في زمن الكوارث.
فلنُجدّد نيتنا في يوم عرفة، وفي عيد الأضحى، بأن نكون أكثر وعياً بأمانة الأرض، وأكثر التزاماً بقيمنا التي تدعونا إلى الإحسان في كل شيء، حتى في تعاملنا مع الماء والهواء والأرض.
في هذه المناسبة نبارك لسيدي صاحب السمو الامير، وسمو ولي العهد، حفظهما الله بعيد الاضحي المبارك، وجعله الله عام يمن وبركات، على الكويت وشعبها، وعلى الانسانية جمعاء، وكل عام وانتم بالف خير.
اللهم ارحم شهداءنا الأبرار.