الجمعة 06 يونيو 2025
36°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
بقاء الدول بتمسك الشعب بأرضه
play icon
كل الآراء

بقاء الدول بتمسك الشعب بأرضه

Time
الأربعاء 04 يونيو 2025
View
60
حسن علي كرم

قضيت يومين، منكبا على القراءة والبحث عن قضية اشغلتني وربما اخرين، بل عشرات من اساتذة الجامعات والسياسيين والعسكريين والباحثين الجغرافيين والمؤرخين وغيرهم من المثقفين، لا للتسلية او متعة القراءة، إنما في الواقع قضية مصير ومستقبل دولة وامة القضية تولدت في منطقتنا الخليجية تحديداً، بعد ما غزا العراقيون الكويت في الثاني من اغسطس 1990.

وهناك ايضاً خوف، او توجس يدور حول تقسيم دول اكبر وذات قوميات متعددة يطالها ذلك الحديث، وجعلها دويلات قومية او دينية كالدولة الشيعية، والدولة السنية ودولة الاكراد في العراق.

هذا بخلاف الاقليات القومية والدينية كالايزيدية والكلدانية الاشوريين والصابئة، وهذه الاخيرة كلها قوميات وثقافات لا تمت للاسلام ولا للعرب، فماذا ترى سيكون مصيرها.

ايضاً التقسيم، كما يقال، سيطال سورية ودول عربية بالمنطقة كالسودان، واعني منطقة الشرق الاوسط مركز للاديان الثلاثة (الاسلام والمسيحية واليهودية).

والثقافة الدينية خطيرة اذا لم يعالجها مفكرون ودعاة واعون يدركون مخاطر الكلمة، ودقة اختيارها.

قبل الغزو العراقي للكويت، لم تكن منطقة الشرق الاوسط منطقة سلام، انما هناك حروب سبقت الغزو (حرب فلسطين 1948، العدوان الثلاثي 1956 حرب يونيو 1967، حرب رمضان 1973) وكلها حروب كان عنوانها "تحرير فلسطين" فلا هي تحررت، بل تقزمت واسرائيل قويت وتوسعت.

من هنا عندما يقولون إن العين على دول الخليج الصغيرة، وأنها مهددة بالاختفاء.

عدد الدول الصغيرة التي تقل عن1000 كيلومتر مربع 24 دولة وعدد تلك التي يقل سكانها عن المليون نسمة 45 دولة، بعضها تعيش بسلام واستقرار، فيما هناك هواجس الاختفاء او الغزو، او الاحتلال من دول عظمى تكبرها في المساحة والسكان عشرات المرات.

دول الخليج الثلاث او الاربع الصغيرة، لم تكن دولا لقيطة، بل هي دول لها تاريخ ووجود على الارض، وشعب وتاريخ وثقافة، وكفاح هذا بالاضافة الى عمق التاريخ.

من هنا اعتقد لن تختفي اي دولة من هذه الدول، او اي دولة صغيرة في كل العالم، اذا بقي الشعب يتمسك بالارض والوجود الطبيعي كشعب وامة وحياة.

الدول الصغيرة الخليجية ليست دول تعاني من الجوع، ولا كانت حتى في زمن القحط والغوص والاسفار تعاني منه. الكويتيون، على سبيل المثال، حاربوا الغزاة وحاربوا الجوع، وحاربوا المقاطعة الاقتصادية في زمن كان هناك اخرون يئنون من الجوع والضنك، ولم يشتك الكويتيون جوعاً او ضنكا، وبقيت الكويت قوية بايمان شعبها بالحياة.

ضعف وقوة الدول لا يأتي من الحجم لكن من السياسات الحكيمة، التي تنتهجها الدولة، ولعل خير واقرب مثال في الوقت الحالي سنغافورا، فهي دولة صغيرة بحجم مساحة الكويت العاصمة، لكنها بحجم اقتصاد يعادل دولة كبرى.

لنؤمن بوطننا، ولا نلتفت إلى هرطقات وترويج السفهاء لصالح اخرين، فالكويت تتوسع وجودا، بشعب نشيط ومثقف، ومبدع و باستثمارات تنافس الدول العظمى، وابار نفط وغاز وموانئ، وموقع ستراتيجي.

علينا ان نؤمن بوطننا لا أن نزرع الخوف في قلوبنا، وستبقى الكويت بمكانتها الدولية، وحكم رشيد، وشعب وفي متمسك بارضه.

كاتب صحافي

[email protected]

آخر الأخبار