مَرَض تَفَقُّد عيوب الناس

حوارات

يتفقّد الانسان الشيء عندما يتعمّد التفتيش عنه، ويراقبه بحرص، ويلاحظه بشدّة، رغبة في معرفة أدقّ تفاصيله، ولعل أسوأ صفة يمكن أن يتّصف بها الفرد إصابته، باختياره، بمرض تفقّد عيوب الناس.

ومن بعض أسباب إصابة البعض بهذا المرض العضال، نذكر ما يلي:

- الإسقاط النفسي: يُلصِق بعض المضطربين نفسياً، وبخاصة من يعانون من مشاعر النقص والدونيّة، عيوبهم الشخصية، ومثالبهم السلوكيّة، بالآخرين عبر تفقّد عيوب الناس، وبهدف التخفيف مما يعانونه من أزمات نفسية، أو سلوكيّة، أو مشكلات شخصية منزلة بالنفس ذاتياً، وهؤلاء هم الأكثر مداومة على تتبّع عيوب الآخرين.

- قلّة الحياء: لا يعاني من مرض تفقّد أسرار وعيوب الناس سوى من يعاني أيضاً من مرض قلّة الحياء، فقليل الحياء جريء على ما هو محرّم عليه شرعاً وهو التجسّس على الآخرين، بهدف التفتيش عن عيوبهم وفضحهم، وكلما زاد حياء الانسان، قلّ تدخّله في الشؤون الخاصة بالناس الآخرين.

- ضعف النضج النفسي: يبلغ أحدهم عمرياً، لكنه يختار بإرادته عدم النضج النفسي، فيدفعه فضوله السلبي إلى حشر أنفه في شؤون الناس الآخرين.

ومن علامات النضج النفسي الاهتمام فقط بالشؤون الشخصية والأسريّة الخاصة، وترك الآخرين يعيشون حياتهم بسلام من نظرات، وأسماع الفضوليّين التافهين.

- ضعف الرجولة: يضعف الذكر رجولياً عندما يبدأ يتفقّد عيوب الناس، وتقلّ مروءته عندما يحشر أنفه في شؤون الآخرين، وتقلّ عنده السمات الرجوليّة عندما ينخفض عنده الخلق الرجولي المتعارف عليه بين الرجال الحقيقيّين، فيبدأ يراقب ويتتبّع أخطاء وعيوب الآخرين.

- الفراغ القاتل: يتشتّت فكر الانسان في أولويات وأهداف لا تعكس رغباته الحقيقية، فيبدأ يجعل تفقّد عيوب الناس أهمّ أولوياته الحياتية، ولأنه لا يوجد لديه أهداف حياتيه واضحة يسعى إلى تحقيقها، فستلاحظه يضيّع طاقاته النفسية، وجهوده العقلية لمعرفة أسرار الناس، بينما يطوفه أثناء ذلك قطار العمر، وتطوفه محطاته المميّزة، ومن يُفْرِغ عقله باختياره من خطط ومشاريع، وأهداف حياتية بنّاءة، يدمّر حياته الفراغ القاتل.

- الغيرة والحسد وكره الأفراد الناجحين: أثافيّ تفقّد عيوب الناس ثلاثة، تغلي عليها الغيرة والحسد، وكره الأشخاص الناجحين.

كاتب كويتي

@DrAljenfawi