قضوا يوم التروية في الدعاء والذكر والتأمل
مكة المكرمة، عواصم - وكالات: وسط أجواء روحانية وإيمانية مفعمة، قضى حجاج بيت الله الحرام يوم التروية في مشعر منى أمس، تقربًا لله تعالى متّبعين ومقتدين بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، مكثرين من التلبية والتسبيح والتكبير، حيث يعد إحرام الحجاج المقرنين أو المفردين إلى منى يوم التروية والمبيت فيها بطريقهم للوقوف بمشعر عرفة اليوم، سُنّة مؤكدة، ويُحرم المتمتعون المتحللون من العمرة من أماكنهم سواءً داخل مكة أو خارجها، حيث يبقى الحجاج في منى إلى ما بعد بزوغ شمس اليوم التاسع من ذي الحجة، ويتوجهون بعدها للوقوف بعرفة، ثم يعودون إليها بعد "النفرة" من عرفة والمبيت بمزدلفة لقضاء أيام (10 - 11 - 12 - 13)، ورمي الجمرات الثلاث، جمرة العقبة والجمرة الوسطى والجمرة الصغرى إلا من تعجّل، ووفّرت السلطات السعودية الخدمات الأمنية والطبية والتموينية ووسائل النقل للتسهيل على قاصدي بيت الله الحرام حجهم، وأداء مناسكهم بروحانية وطمأنينة.
وصباح أمس، واصل حجاج بيت الله الحرام التوافد على مشعر "مِنَى" غرب السعودية لقضاء يوم التروية إيذانا ببدء مناسك الحج، ويقع مشعر منى بين مكة المكرمة ومشعر مزدلفة، وهو عبارة عن واد تحيط به الجبال، ويبعد عن المسجد الحرام بنحو سبعة كيلو مترات، وأفادت قناة "الإخبارية" السعودية بأن ضيوف الرحمن يصلون إلى مشعر منى عبر وسيلتين رئيسيتين، هما الحافلات الترددية وقطار المشاعر، في ظل تنظيم محكم وخطط تفويج منظمة، وأوضحت أن هناك التزاما واضحا من الحجاج في مشعر مِنَى، وأن رجال الأمن موجودون في كل المواقع دون رصد أي مخالفات، وعلى صعيد "مِنَى" قضى ضيوف الرحمن يوم التروية في الدعاء والذكر والتأمل، وترديد تلبية الحج: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك"، كما صلّوا في "مِنَى" الصلوات الخمس قصرا دون جمع، وباتوا ليلتهم هناك قبل التوجه إلى صعيد عرفة بعد طلوع شمس يوم التاسع من ذي الحجة، ويُقال إن يوم التروية سمي بذلك لأن الحجاج يروون فيه أنفسهم بالإيمان والتقوى، استعدادا للوقوف بعرفة، منسك الحج الأعظم، ووفق الأرقام الرسمية المعلنة حتى الاثنين، تجاوز عدد الحجاج القادمين إلى المملكة من الخارج 1.47 مليون حاج، وأضيف لتلك الأرقام لاحقا مستجدات الأعداد القادمة من الخارج حتى بدء مناسك الحج بجانب أعداد حجاج الداخل.
من جانبها، أكدت وزارة الداخلية السعودية منع التصوير ورفع الأعلام السياسية والمذهبية والهتافات بجميع أشكالها فـي المـشاعر المقدسة، قائلة في تعليمات موسم الحج، إنه حتى نهاية اليوم الـ 13 من ذي الحجة، يتم منع جميع أنواع المركبات من الدخول إلى المشاعر المقدسة، والامتناع عن إشعال مصادر اللهب وجلب واستخدام أي مواقد للطهي، حيث تمنع التعليمات استخدام أو تداول الغاز البترولي المسال في منطقة المشاعر المقدسة، مشددة على انه يتم منع جميع أنواع الشاحنات من نقل المواشي إلى العاصمة المقدسة والمشاعر المقدسة، ويستثنى من ذلك الشاحنات المعتمدة من مشروع المملكة للإفادة من الهدي والأضاحي وتحمل شهادة فحص بيطري تثبت خضوع الماشية المنقولة فيها للفحص في المراكز التابعة لوزارة البيئة.
واحتوى دليل التعليمات الذي أصدرته الداخلية السعودية إرشادات كيفية الوصول إلى الحرم المكي الشريف والتعريف بمسارات وممرات المشاة المخصصة لوصول ضيوف الرحمن إلى أماكن الطواف والسعي، واستعرض أوقات الذروة في المسجد الحرام وساحاته وإرشادات استخدام المركبات خلال موسم الحج والتعليمات الخاصة بإدارة وتنظيم المشاة والحشود التي تقتضي التقيد بأوقات التفويج المحددة لأداء الحجاج الطواف والسعي وعند رمي الجمرات خلال مراحل أداء الفريضة كافة، كما شمل الدليل العديد من الإرشادات التي تسهم في المحافظة على الأمن والسلامة وأداء النسك بيسر وطمأنينة والتعريف بأنظمة وتعليمات أداء الحج، وأهابت وزارة الداخلية بالجميع الالتزام بأنظمة وتعليمات الحج التي تهدف إلى المحافظة على أمن وسلامة الحجاج لأداء مناسكهم بيسر وطمأنينة داعية المبادرة بالإبلاغ عن مخالفيها.