مَا كُلُّ مَا يَرْغَبُ بِهِ المَرْءُ يَكُونُ في مَصْلَحَته

حوارات

يوجد فرق بين الرغبة الشخصية الوهميّة القائمة على الهوى والخيال المفرط، وبين ما يحقّق المصلحة الشخصية، فيتعرّض الفرد لكثير من الرغبات الذاتية المتخيّلة للحصول على أشياء معيّنة، لكنها ربما تتعارض مع ما تفرضه عليه مصالحه الشخصية والحياتية المصيريّة.

ومن بعض ما يؤدّي الى التفريق المنطقي والعملي بين ما يمثّل رغبات شخصية وهمية، وبين أهداف حياتية مهمّة للغاية، نذكر ما يلي:

-الرّغبات الشخصية القائمة على الخيال: ينجرف الانسان وراء عاطفته البشرية المتقلّبة، التي تقودها شهوات نفسيّة مفرطة تحقّق مشاعر موقّتة، وتنشأ بسببها رغبات وهميّة كثيرة لا تعكس احتياجاته وأهدافه، ومصالحه الحياتية الضروريّة التي تساعده على عيش حياة متكاملة، ويبدأ يجري خلف أسراب خادعة تهدر طاقاته، الذهنيّة والنفسية، دون فائدة، وتجهض تحقيقه لأولوياته ولأهدافه الحياتية المهمّة. -المصلحة الشخصية مختلفة عن الرغبات الوهميّة: تفرض المصالح الحياتية الحقيقية أولويات وأهداف حياتية محدّدة ترسمها الاحتياجات والضروريّات الحياتية، وهي مختلفة عن الرغبات الوهميّة التي تنتج عن إفراط الخيال، وعن الانغماس المفرط في التفكير العاطفيّ.

ومن علامات المصالح الشخصية الحقيقية هي تنفيذها للحاجات المعيشية والحياتية الأساسية، أمّا الاحتياجات الوهميّة المفرطة فهي تنشأ بسبب السماح للرغبات المفرطة في الاستيلاء على التفكير الشخصي بما يؤدّي إلى تضييع الوقت والجهد الذّاتي المحدود في الجري خلف ما لا ليس فيه مصلحة.

-مخالطة ومجالسة الناضجين نفسياً: يمتنع العاقل عن مخالطة من يفتقدون النضج النفسي المناسب لأعمارهم، ويختار بدلاً عن ذلك مجالسة ومصاحبة العقلاء والرّزينين، فالاول يؤثّرون عليه سلباً بسبب عدم نضج أفكارهم ونظراتهم الحياتية.

أما النّاضجون نفسياً وفكرياً يدلّونه على ما يحقّق حاجاته الحياتية الضروريّة.

-تحديد الأولويات والأهداف: يسير الانسان على الطريق الصحيح الذي يقوده إلى الإيفاء بإحتياجاته الحياتية الضروريّة، عندما تتكوّن لديه خطّة حياتية واضحة، تستند على أولويات شخصية دقيقة، ولا يحيد المرء العاقل عن طرق أولوياته وأهدافه الحياتية الثابتة، ويعمل قدر ما يستطيع على استعمال وتسخير كل ما يتوافّر عنده من طاقات عقلية، ونفسية، وبدنية لتحقيق ما ينجز مصالحه الحياتية المشروعة.

كاتب كويتي

DrAljenfawi@