"حماس" والرئاسة الفلسطينية تنددان... وغضب دولي... والاحتلال يستعيد جثتي رهينتين ويقتل 4 صحافيين
غزة، عواصم - وكالات: وسط غضب دولي عارم، أخفق مجلس الأمن الدولي مجددا، في إقرار مشروع قرار يطالب بالوقف الفوري والدائم وغير المشروط لحرب غزة، بعد استخدام الولايات المتحدة الأميركية حق النقض "فيتو" للمرة الأولى في عهد الرئيس دونالد ترامب لإفشال مشروع القرار، بعد استخدامه مرات عدة في عهد الرئيس السابق الأميركي جو بايدن آخرها في نوفمبر الماضي، لإفشال محاولات مماثلة لإنهاء الحرب المدمرة على قطاع غزة، وليل أول من أمس، صوّت لصالح المشروع المقدم من الدول العشر غير الدائمة العضوية بالمجلس، 14 عضوا مقابل اعتراض الولايات المتحدة، رغم أن مشروع القرار طالب المجلس بالإفراج فورا ومن دون شروط وبشكل كريم عن جميع الأسرى المحتجزين لدى "حماس" وغيرها من الجماعات الأخرى، كما طالب بالرفع الفوري ومن دون شروط لجميع القيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة وتوزيعها بصورة آمنة بلا عوائق على نطاق واسع، بما في ذلك من قبل الأمم المتحدة والشركاء في المجال الإنساني عبر أنحاء قطاع غزة، وناشد باستعادة جميع الخدمات الأساسية بموجب القانون الدولي الإنساني ومبادئ العمل الإنساني المتمثلة في الإنسانية والحياد والنزاهة والاستقلال ومع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وأعرب نص مسودة القرار عن القلق البالغ بشأن الوضع الإنساني الكارثي بما في ذلك خطر المجاعة كما ورد في تقرير التنصيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي، كما أعرب مشروع القرار عن التقدير لجهود مصر وقطر والولايات المتحدة بتنفيذ الأطراف لوقف إطلاق النار.
وبينما زعم سفير الاحتلال الإسرائيلي داني دانون أن القرار المحبط يقوض جهود الإغاثة الإنسانية ويتجاهل حركة "حماس" التي لا تزال تعرض المدنيين في غزة للخطر، كما يتجاهل محادثات وقف إطلاق النار الجارية، أدانت "حماس" بأشد العبارات "الفيتو" الأميركي، قائلة إنه يُجسّد انحياز الإدارة الأميركية الأعمى لحكومة الاحتلال الفاشية، ويدعم جرائمها ضد الإنسانية التي ترتكبها في قطاع غزة، مستهجنة أن تتصدى الإدارة الأميركية لإرادة العالم بأسره، حيث أيّدت 14 دولة من أصل 15 في مجلس الأمن القرار، بينما انفردت الولايات المتحدة بمعارضته، في موقف متعجرف يعكس استهتارها بالقانون الدولي، ورفضها التام لأي مسعى دولي لوقف نزيف الدم الفلسطيني، معتبرة الموقف الأميركي يُشكّل ضوءًا أخضر لمجرم الحرب بنيامين نتنياهو المطلوب لمحكمة الجنايات الدولية، لمواصلة حرب الإبادة الوحشية ضد المدنيين الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ في قطاع غزة، بما يؤكد شراكتها الكاملة في الجريمة المستمرة، قائلة إن ما قدّمته ممثلة الولايات المتحدة في مجلس الأمن خلال جلسة التصويت، لم يكن إلا استمرارًا لنهج التضليل وقلب الحقائق الذي تنتهجه واشنطن، وتنكّرًا لحقوق شعبنا الفلسطيني المشروعة في مقاومة الاحتلال وتقرير المصير.
وبينما أكدت الرئاسة الفلسطينية أن "الفيتو" الأميركي وحرب الإبادة وإرهاب المستعمرين لن يحقق الأمن لأحد، وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة إن السبيل الوحيد لينعم الجميع بالأمن والاستقرار وقف المجازر اليومية التي يذهب ضحيتها العشرات من الأبرياء وإدخال المساعدات الإنسانية بصورة عاجلة لوقف المجاعة التي يشاهدها العالم أجمع في غزة، مؤكدا رغبة المجتمع الدولي بأكمله في وقف حرب الإبادة عوضا عن استخدام "الفيتو" الذي يشجع الاحتلال على الاستمرار بعدوانه وجرائمه، التي لم يشهد لها التاريخ مثيلاً، أعربت ماليزيا عن الأسف العميق لفشل مجلس الأمنة في اعتماد قرار وقف الحرب ورفع القيود على دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة رغم الدعم الواضح من الأغلبية للقرار، ووصفت الخارجية الماليزية الفشل المتكرر لمجلس الأمن في الاستجابة لأحد أكثر المآسي الإنسانية تدميرا منذ الحرب العالمية الثانية بسبب "الفيتو" بأنه مؤسف ومخيب للآمال بشدة.
في غضون ذلك، أعلنت دولة الاحتلال أنها استعادت جثتي رهينتين من المحتجزين لدى "حماس"، وقال رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو إنه تم العثور على رفات جوديه وينستين وجاد هاجاي وإعادتهما إلى تل أبيب في عملية خاصة نفذها جيش الاحتلال وجهاز الأمن الداخلي "شين بيت"، زاعما بالقول"منذ بداية الحرب، استعدنا 199 رهينة، منهم 48 خلال عمليات خاصة، وعازمون على استعادتهم جميعا، دون استثناء، الأحياء والأموات، بالإضافة إلى هزيمة أعدائنا"، بينما قدم رئيس دولة الاحتلال إسحاق هرتسوج تعازيه لعائلتي جادي هاجاي وجوديث وينستين، معتبرا استعادة رفاتهما تمثل لحظة ألم عميق مصحوبة بالعزاء، قائلا "سنواصل بذل ما بوسعنا من أجل إعادة إخواننا وأخواتنا من الجحيم، الأحياء لإعادة تأهيلهم وشفائهم، والأموات لدفنهم بصورة لائقة. حتى اللحظة الأخيرة".