في كل عام، ومع انتهاء موسم الحج، أجد نفسي أكتب لا من باب التغطية الصحافية فقط، بل من عمق الانتماء والامتنان لوطن احتضن أعظم شعيرة، وأكرم ضيوف الرحمن هذا العام، وكما عودتنا مملكتي الحبيبة، جاء موسم الحج استثنائياً في التنظيم، مميزاً في تفاصيله، وعظيماًً في أثره، حيث استقبلت المملكة أكثر من مليون وستمئة ألف حاج من مختلف دول العالم، أدّوا مناسكهم في أمن وسكينة، ويُسر يُحسب لهذا الوطن وقيادته الحكيمة.
منذ لحظة وصول الحاج إلى أرض المملكة وحتى مغادرته، تتابعه عين الرعاية والخدمات، القطاعات الأمنية والصحية والخدمية عملت كجسد واحد، بروح من المسؤولية والرحمة، في تناغم قلّ نظيره.
كانت الخطة محكمة، والمشهد مهيباً: قطارات المشاعر تنساب بانسيابية، والفرق الميدانية تنتشر بخبرة، والحجيج يؤدون المناسك دون عناء يُذكر.
ما يلفت النظر بحق، أن هذا الإنجاز لم يكن مجرّد تنفيذ لتعليمات، بل هو ثمرة رؤية واضحة، تقودها قيادة رشيدة وضعت خدمة الحرمين الشريفين في صميم أولوياتها، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، يواصلان تعزيز مكانة المملكة كقلب للعالم الإسلامي، ومركز للسلام والخدمة والإخلاص.
ولعل الجانب الإنساني في التنظيم كان الأجمل؛ من مبادرات التوعية والتثقيف، إلى فرق الترجمة والإرشاد بلغات متعددة، وصولا إلى الرعاية الصحية التي لم تغفل عن أي طارئ.
هذه التفاصيل الصغيرة صنعت الفرق، وجعلت من موسم الحج تجربة إيمانية وروحية لا تُنسى لكل حاج.
كمواطنة سعودية، وكمسلمة، أشعر بالزهو والفخر بهذا الإنجاز المتجدد. لقد أكدت المملكة للعالم أجمع أن خدمة الحجاج ليست مهمة موسمية، بل شرف دائم، ورسالة تاريخية وأخلاقية تتجدد عاما بعد عام.
كاتبة سعودية