الحج تحد

انتهى موسم الحج، والعيد وعساكم جميعا، وبلا استثناء عساكم من عواده.

ان الله تعالى عادل، وهو الرحمن الرحيم، وهو القادر على كل شيء سبحانه، وهو من يحاسب العباد، سلبا وايجابا، بعدله وبرحمته، هو العادل بالحساب ثوابا وزجرا وعقابا.

الحج تحدٍ وعدل، نعم هو تحد كقوله تعالى: "قل الروح من امر ربي".

نعم اطلقها الله تعالى إلى أن تقوم الساعة، ومضمونها يقول: ان كان هناك من يدعِي من الإنس والجن والملائكة غير ذلك فليأتنا به ويثبت انها ليست"من امر ربي".

نعم، فليأتي بمعنى غير "من امر ربي".

هي تحدٍ عظيم من رب عظيم للخلائق إلى قيام الساعة، وهي دليل عدالة الله ورحمته في قيام الحجة التي عليك او لك إن امنت برحمته.

والحج في شعائره وفي مناسكه تحدٍ للخلائق، من الإنس بالذات في هذا الركن العظيم، من اركان الإسلام؛ تحد لبيان العدالة ايضا والحجة.

نعم وكأنه؛ بل هو كذلك يقول: هل يوجد دين، او دعوة، او فكرة تجمع امة بكل أعراقها، ولغاتها، والوانها، وأصولها، يجمعها في لباس واحد، وهيئة واحدة بهذا الشكل، وهذا الاندماج الراقي من خلال شعائر الحج الذي يعلو الأصول والأعراق والالوان؟

من خلال هذه الشعائر نفهم مضمون قول الله تعالى من حيث التحدي ودمج الامة حول التوحيد وطاعة الله من خلال دين الإسلام العظيم، وايضاً هذه الملايين من الناس تجتمع خلال ثوان عدة صفا منظما للصلاة، فهذه هي سطوة الإسلام الايجابية الرائعة، تنظيما وعظمة.

انها قمة التحدي، وقمة العدالة وعظمة الرحمة، حيث تحاسب المسيء بعد قيام الحجة، وجزيل العطاء للمطيع برحمته، التي وسعت كل شيء وما نحن إلا شيء من خلقه.

كثيرة هي الحجج الحق في كتابه تعالى، وتطرقنا إلى الحج والروح هنا، وذلك من اجل مخاطبة كل من له شيء من العقل وحب العدالة.

لاشك حينها سيدرك ما نعنيه في "تحدي الحج" وتحدي "قل الروح من امر ربي" فالمضمون الضمني فيهما التحدي والعدالة، وتحدي ضمني يقول: اروني قدرتكم وادعاءكم يا من تدعون وتسعون إلى تقديم العقل على النقل، واثبتوا غير ذلك عقلا ومنطقا كما تزعمون ان استطعتم.

إعلامي كويتي