الاستِفادَة مِنْ حِدَّة الذَّكاء

حوارات

"يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراًً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ" (البقرة 269).

يستفيد الانسان من الشيء عندما ينتفع به، ولعلّ أفضل شيء يمكن أن يستفيد منه الشخص هو امتلاكه حدّة ذكاء فريدة، بالفطرة أو بالتعلّم.

حدّة الذّكاء تجعل الفرد سريع البديهة، وحسن التصرّف وناجحاً في مختلف الأوضاع والمواقف الحياتية، ومتوقّد الذّهن، وواسع البصيرة، ومن أفضل ما يمكن الاستفادة منه في حدّة الذّكاء، نذكر ما يلي:

-التحكّم بالنفس الأمّارة بالسّوء: يَحدُّ ذكاء الانسان، ويصبح شخصاً يمتلك قدرات ذهنيّة شبه خارقة، فتدفعه نفسه البشرية الأمّارة بالسّوء الى استعمال ذكائه في أمور لا تصبّ في مصلحته، وذلك بسبب أنّها تدفعه أولاً للافراط في إعجابه بنفسه، ومن ثم إرتكاب الأخطاء الحياتية الكارثية، وأفضل استعمال لحدّة الذّكاء هو تحكّم المرء بنفسه الأمّارة بالسّوء، وتوجيهها لما يجلب له المنفعة الدنيوية والأخرويّة.

-اتّخاذ القرارات الحياتية الصائبة: يستطيع حادّ الذّكاء استعمال عقله بهدف اتّخاذ قرارات حياتية صائبة تتوافق مع أولويّاته وأهدافه الحياتية الحقيقية، ومن يهتمّ بمعرفة أولوياته الحياتية الحقيقية، ويسعى جاهداً لتنفيذها قبل أي شيء آخر، هو الفرد الذي استفاد قولاً وفعلاً من ذكاءه الفطري أو المكتسب.

- التأهُّب لتقلّبات الدّهر: حاد الذّكاء لا يثق إطلاقاً بأحوال وبظروف الدّهر المتقلّب على الدوام، ويتأهّب لها طوال الوقت عن طريق وضع خطط حياتية مفصّلة ودقيقة قدر الإمكان للتعامل مع ما يمكن أن يطرأ من أحوال وظروف وأوضاع حياتية يمكن أن تهدّد حياته بأي شكل من الأشكال، وحادّ الذّكاء من المفترض أن يكون حسن التقدير لحوادث المستقبل. حِدَّة الذَّكاء وإصلاح المال والمعيشة: يُفترض بالشخص حادّ الذّكاء أن يهتم أغلب وقته بإصلاح ماله ومعيشته، فليس من الذّكاء على سبيل المثال الانغماس في التفكير الزائد عن الحد، أو الانشغال بالتنظير الفكري العقيم، أو الكسل، أو الركون الى التأمّلات الصبيانية، أو الأوهام أو الاحلام الوردية، فحادّ الذّكاء في عالم اليوم المتغيّر من المفترض أن يكون دائما على أحسن حال في ماله وفي معيشته.

كاتب كويتي

DrAljenfawi@