الجمعة 13 يونيو 2025
33°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الدراما الكويتية بين المنافسة والجودة وتقليص منافذ العرض
play icon
مشهد من مسلسل "واحة الأعرابي"
الفنية

الدراما الكويتية بين المنافسة والجودة وتقليص منافذ العرض

Time
الثلاثاء 10 يونيو 2025
View
30
مفرح حجاب
تحتاج رؤية واضحة ودعماً من المؤسسات الاقتصادية

مفرح حجاب

صناعة الدراما الكويتية تمثل وجه حضاري مشرق للكويت ولمنطقة الخليج، لكن في ظل حالة الانفتاح الفضائي ونشاط السوشيال ميديا تواجه هذه الأيام منعطفا يكاد يكون هو الأول في مسيرتها وسط هذا الكم من المتغيرات في منافذ العرض وجودة المحتوى وأجور النجوم الصغار قبل الكبار بعدما ساهمت السوشيال ميديا في نجومية الكثير، فمن تابع موسم الدراما الذي وصل الى ذروته خلال موسم الدراما الرمضانية 2025 سيجد ان الدراما الكويتية تواجه منافسة شرسة جدا على كل الأصعدة سواء في منافذ العرض أو الدعاية والدعم والتشجيع وخصوصا من قبل الدراما السعودية، التي وصل عددها الى أرقام لم تكن موجودة من قبل، فضلا عن ظهور كم كبير من النجوم في المملكة والذين اصبحوا يحققون نسبة مشاهدة عالية، فبرغم ان الدراما الكويتية كانت حاضرة على عدد من الشاشات والمنصات، لكن هناك اسئلة حائرة تطرح نفسها، من أهمها، غياب عدد كبير من النجوم ابرزهم الفنانة سعاد عبد الله، هدى حسين، هيفاء عادل وهؤلاء النجوم الذين نتباهى بأعمالهم وحضورهم المؤثر على الشاشة.

الدراما الكويتية بين المنافسة والجودة وتقليص منافذ العرض
play icon
نجوم مسلسل "بيت حمولة"

فكل من تابع الشاشات والمنصات اصبح يدرك أن صناعة الدراما في الكويت تأثرت بشكل كبير خلال السنوات الأربعة الماضية لأسباب كثيرة، ابرزها هو ان العديد من النجوم الشباب الذين كانوا ملح هذه الصناعة وشعلة النشاط فيها إما أنهم غائبون أو متواجدون في أدوار باهتة، كذلك عدم وجود شركات متخصصة في توزيع وبيع الأعمال جعل المنتجين يعتمدون على انفسهم وهو ما ساهم في تراجع ارباح هذه الشركات واصبح الغالبية يفضلون عدم المغامرة في الإنتاج والانتظار، الأمر المهم ان القنوات الفضائية الخليجية لم تعط المساحات الكافية لعرض الدراما الكويتية كما جرت العادة باستثناء تلفزيونون الكويت، من بينها "السيرك، المسار، السدف، باب السين، واحة الأعرابي، افكار أمي، 30 حلقة" وهو دعم كبير للدراما، لكن يجب على جميع المهتمين بهذه الصناعة ألا يتم الاعتماد فقط على تلفزيون الكويت لأن التلفزيون في النهاية لديه ميزانية محددة ودورة محددة وكان يجب التوسع في تقديم العديد من الأعمال على القنوات الفضائية الأخرى وبعض المنصات.

كما أن التردد وعدم تصوير الأعمال إلا بعد وجود منافذ لعرضها اثر بالتبعية على جودة المنتجات، فضلا عن ابتعاد عدد من المخرجين المميزين من ابرزهم محمد دحام الشمري ومناف عبدال وغيرهم وهو ما يؤكد أننا أمام سوق ليس فيه وضوح بالشكل المطلوب، كما ان غياب المنتج جمال سنان عن الدراما الكويتية هذا الموسم ساهم بشكل كبير في عدم تصدير العديد من الأعمال خارج الكويت، كما ان عدم عرض العديد من الأعمال التي تم تصويرها جعل العديد من المنتجين يصابون بالإحباط، لذلك لابد من وجود حلول حقيقية في ظل وجود منافسة حقيقة للدراما السعودية بشكل ملحوظ، واصبح من المهم البحث عن منافذ جديدة لعرض الدراما الكويتية خصوصاً على المنصات، لأن منصة شاشا تعرض أعمالاً من انتاجها.

الدراما الكويتية بين المنافسة والجودة وتقليص منافذ العرض
play icon
حسن البلام في "السيرك"

لذلك أصبح مطلوبا الآن من القطاع الخاص التدخل من أجل الاستثمار في مجال الانتاج الفني والاستفادة الإعلانية منه، خصوصا البنوك وشركات الاتصال والشركات الاستثمارية من أجل تأسيس محفظة ومنصة قوية قادرة على استيعاب الإنتاج الكويتي من الدراما، أو إنشاء شركة مساهمة من قبل المنتجين ويطرح اسهمها في البورصة، وعلى الجميع ان يدرك ان الدراما والصناعة الفنية هي واجهة حضارية مهمة، وواجهة ثقافية وفنية في غاية الأهمية ويجب على الجميع ان يتعاون من أجل ان يستمر الإنتاج الدرامي طوال العام، لأن حصار الدراما الكويتية في موسم واحد أو في رمضان يجعلها في تراجع، الأمر الآخر يجب انشاء اسواق جديدة على المستويين الخليجي والعربي والابتعاد عن لغة المبالغة في رسم الخطط، كذلك لابد من الابتعاد عن الأعمال الدرامية التجارية والحفاظ على هوية الدراما الكويتية وتقديم اعمال تحمل جودة واضحة وليست اعمالا تجارية تعتمد على نجم أو اثنين والباقي اسماء مجهولة اذا ما أردنا أن نقدم دراما تخاطب الجمهور الخليجي والعربي ولتحقيق نسبة مشاهدة عالية، يبقى امر مهم وهو أن تلفزيون الكويت مهما قدم من دعم للدراما الكويتية تظل بحاجة الى منافذ أخرى للعرض.

آخر الأخبار