الجمعة 13 يونيو 2025
33°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
قوة الدولة بقوة إعلامها
play icon
كل الآراء

قوة الدولة بقوة إعلامها

Time
الثلاثاء 10 يونيو 2025
View
40
حسن علي كرم

في مناسبة ثقافية وقف وزير الاعلام اللبناني وسط حضور من مثقفين واعلاميين، وفنانين معنيين بصناعة الدراما، واخذ يتحدث بمسؤولية رجل الدولة الواثق من نفسه اولاً، والمستقبل الموعود للاعلام اللبناني والصناعة الاعلامية المأمولة لبلد يصنع الجمال قبل ان يصنع الجميل، فالجمال لا يتأتى الا من انسان جميل واللبنانيون جميلون وجماليون بالخلقة، فكل ما هو جميل مكانه لبنان اولاً.

الوزير بول مرقص خاطب الحضور وخَص الفنانين ومنتجي الدراما إلى عودة نشاطهم وعودة الروح للدراما اللبنانية التي تراجعت وفقدت هويتها، جراء الوضع الداخلي الامني، وحروب الاضداد.

قال وهو واثق أن الفن والفنانين والمنتجين اللبنانين قادرون على أن يعيدوا الروح للدراما اللبنانية والمنافسة مجدداً في زحمة الدراما العربية والتركية والمكسيكية والايرانية.

هذا لبنان يعود ليتنفس مجدداً من رئة اصيبت بالعطل والتلوث، وها هي تعود مجدداً عبر بقايا لا تزال تدنس شوارع وحواري لبنان.

يقول اللبنانيون عن بلدهم في الازمات وما اكثرها التي حاقت به في خلال السنين الخمسين الاخيرة: "لبنان يمرض لكنه لا يموت "، وهذا ما نستشعر به هنا في كويت السلام، كويت التي سعوا على موتها، لكنها خرجت اقوى رغم الحقد الاسود.

هناك من يرى الاعلام مجرد خدمة للحكومة، وتنظيم المرور وتفكيك الازدحامات المرورية، هذا إن صح فهذا اعلام محلي لا يتعدى مدى الصوت عن حدود الدولة، وهو اشبه باعلام خدمات، لكن في هذا الزمن المزحوم بالمنافسة والصراعات واستعراض القوة، ومن يسبق يحتل مكان الاخر، ومن الاقوى والاضعف. في هذا الجو العاصف والمشحون انت مجبر ان تبحث عن مكان بين هؤلاء والا داسوا عليك بلا رحمة.

الاعلام لم يعد اخباراً سياسية عبر الراديو او عبر شاشة التلفزيون المحلي، فهو اليوم اعلام الفضاء المفتوح يقوم على المبالغة الى درجة الكذب وتقديم صورة ملونة مزيفة جميلة تخطف العين وتسلب القلب، بينما اخرون يظهرون بصورة قاتمة وسوداء منفرة.

هل كنا نتصور ان نرى دولاً كانت حتى زمن قريب غير معروفة، تنافس في السياحة مثلاً، اوالصناعة اوالدراما؟

تركيا على سبيل المثال تكسب المليارات على صناعة الدرامات، بينما لم تكن الدراما او السينما التركية حتى بضع سنوات شيئاً مذكورا، وعلى نمط الدراما التركية الدراما الايرانية التي نجحت باختراق الشاشات العربية في مسلسلات متميزة عن الانبياء والرُّسُل عليهم السلام يوسف وموسى ونوح والنبي محمد (صلى الله عليه وسلم).

انت تفتح جهاز هاتفك لتشاهد مدى تقدم وتميز الصناعة الصينية متجاوزة صناعات اميركا او بريطانيا او المانيا، التي تقف على الصف الاول، فمن كان يتصور دولة، مثل فيتنام، تخرج من ركام الحرب، وتقفز للصفوف الاولى في الصناعة والسياحة، هل غاب الاعلام عن كل هذا الم يكن له الدور لابراز نهضة دول؟

ما اريد ان اصل اليه وهو ما يعنيني ويشغلني كويتياً، أن الكويت في يوم من الايام كانت الاولى، ومصدر اعجاب، فأين نحن من كل هذا الزحام الذي يجتاح العالم والفضاء، واين الاعلام، التلفزيون، الراديو، الصحافة؟

يقول المفكر والكاتب العراقي حسن العلوي: كنا في بغداد ننتظر اخبار الساعة الواحدة ظهراً من "اذاعة الكويت" لاننا كنا نتوقع منها المصداقية والاستباقية.

أين ذلك الزمان، واين اعلام الكويت اليوم، لماذا تراجعنا فيما المنافسة تقطع الانفاس عبر كل الشاشات التلفزيونية وكل المنصات الاعلامية؟

لماذا كنا في الدراما الاول خليجياً واليوم هناك تراجع متعمد وكنا الاول في الغناء واليوم يذهب فنانونا الى الخارج لإيجاد مكان لتسجيل اعمالهم، لان هنا لا اذاعة الدولة ولا تلفزيون الدولة ولا "المجلس الوطني للثقافة"، ولا هناك شركات خاصة تفتح لهم فرصة لتقديم اعمالهم.

الدراما الكويتية كانت ثم ماتت وانتقلت الى مناطق مهدت وشجعت وقدمت كل الخدمات لتقديم اعمال تليق بسمعة وتاريخ الدراما والفن الكويتي.

السؤال ماذا حدث لنا هل اصابتنا عين، ام ضعف امكانات ام منافسة، ام غياب التشجيع الحكومي، والسؤال الاهم من وراء كل ذلك الحكومة ام اخرون خفافيش الليل؟

يا سادة موت الدول لا يأتي من الشعب، لكن من حكومات يتم اختيار رجالها بوزن رجال دولة.

صحافي كويتي

[email protected]

آخر الأخبار