السبت 14 يونيو 2025
37°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
فوائد التَّوَقُّف عَنِ الحَسَد
play icon
كل الآراء

فوائد التَّوَقُّف عَنِ الحَسَد

Time
الثلاثاء 10 يونيو 2025
View
30
د.خالد الجنفاوي
حوارات

يشير الحسد الى تمنّي زوال النعمة من الشخص الآخر، وهو سلوك اختياري، ومحرّم شرعاً، بسبب أنّ الحاسد يعترض على قدر الله عزّ وجلّ، أو كما قال أحد علماء الفقه هو "بُغضُ نعمةِ اللَّهِ على المحسودِ وتمنِّي زوالِها".

وهو شعور ذاتيّ سلبي ينتج عنه عواقب وخيمة على حياة الشخص الحاسد، ومن بعض فوائد التوقّف الإرادي عن ممارسة الحسد، نذكر ما يلي:

- البركة في الرّزق: من يتوقّف عن الحسد يتّقي الله عزّ وجلّ في سرّه، ويقول المولى عزّ شأنه في كتابه الكريم: "‏‏وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرا‏"(الطلاق‏ 2-3).

فترك الحسد وكبح مشاعره بشكل إرادي يزيد بركة الرّزق ويزيد النعم واللطائف، والله عزّ وجلّ أعلم.

- صلاح المعيشة: يتوقّف الانسان المبتلى بالحسد عن حسد الآخرين الناجحين أو المتميّزين حياتياً، فيتوفّر له الوقت والطاقات الذهنية، والنفسية والبدنية، لإصلاح نفسه ومعيشته وماله.

كما أن التوقّف عن اِضمار مشاعر الحسد لا بدّ أن يورث الغبطة، والتصميم الشخصي على محاكاة نجاحات الآخرين.

- صلاح الأهل والأبناء: يصلح أهل وأبناء الانسان صاحب القلب النقيّ من الكره والحسد، وربما يحدث العكس للإنسان الحسود، لا سيما الحقود، فعندما يتشبّع عقل وقلب الفرد بالحسد، فلا بدّ أن يتيه عن طرق الحق والخير، وتفسد علاقاته الفردية والأسريّة، ولا بدّ أن يبادله أبناؤه الكره الذي يمارسه الحسود ضدّ من أنعم الله عليهم.

التَّوْفِيق من الله: يتوفّق الانسان، في حياته وآخرته، عندما يسدّ الله تعالي أمامه طرق الشرّ، ويوجّهه الى طرق الخير، وكلما قلّت نسبة الحسد في قلب المرء، زادت عنده نسبة الهداية، واعتدلت بوصلاته الأخلاقية، واتّزن نفسياً وفكرياً، واستقام أخلاقياً، وزال عن صدره ما كان يمنعه من التوفّق في حياته.

- حسن الخاتمة: التوقّف الارادي عن الحسد هو "عمل صالح قبل الموت"، فطوبى لمن نقّى قلبه من مشاعر الحسد واستغفر ربّه وختم حياته في طاعة الله.

كاتب كويتي

@DrAljenfawi

آخر الأخبار