السبت 14 يونيو 2025
38°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
صالات الأفراح والتنمية المجتمعية
play icon
كل الآراء

صالات الأفراح والتنمية المجتمعية

Time
الثلاثاء 10 يونيو 2025
View
70
لواء م. فيصل مساعد الجزاف
بوضوح

منذ سنوات مضت، نشأت صالات الأفراح في مناطق الكويت، كمبادرات مباركة من أهل الخير، تبرّعوا بها لخدمة المجتمع، فكانت ملتقى للأفراح والمناسبات، وواحة للتلاقي المجتمعي. اليوم، وبعد أن انتقلت تبعيتها إلى وزارة الشؤون الاجتماعية تحت مظلتها وإشرافها، تتجدد أمامنا الفرصة لإعادة توظيف هذه المرافق الحيوية بما يخدم التنمية المجتمعية المستدامة، ويحقق أقصى درجات الاستفادة منها لخدمة المصلحة العامة.

إن اقتصار استخدام هذه الصالات على الأعراس فقط، وتركها مغلقة معظم النهار، وربما لأيام عدة، لا يواكب تطلعات المجتمع، ولا يستثمر الإمكانات المتاحة.

ومن هنا، أجد من المفيد أن نعيد النظر في وظيفة تلك الصالات عبر تحويلها إلى منصات نابضة بالحياة المجتمعية والمعرفية، إذ يمكن، على سبيل المثال، تفعيل دورها من خلال:

-1 تنظيم لقاءات مجتمعية دورية لسكان المنطقة، والمناطق المجاورة.

-2 إقامة ندوات ومحاضرات توعوية، وصحية، وتربوية بالتعاون مع الجهات المعنية.

-3 تخصيص مساحات للعروض الفنية، والمعارض الثقافية.

-4 تجهيز الصالات بمعدات رقمية حديثة (شاشات، كاميرات، أنظمة صوتية).

-5 عرض صور، وتوثيقات تاريخية عن الكويت لتعزيز الانتماء الوطني.

-6 فتح المجال للمسؤولين التنفيذيين والمحافظين للقاء المواطنين في بيئة حوارية مفتوحة.

هذه الاستخدامات وغيرها، تساهم في جعل الصالات مركز إشعاع مجتمعي، ومرفقاً رديفاً لمؤسسات الدولة والمجتمع المدني، يُسهم في تعزيز التواصل بين مكونات المجتمع، ويُرسّخ مفهوم "الاستدامة الاجتماعية".

إنّ تمكين المجتمع من هذه المرافق، وتحويلها إلى منصات للتفاعل المدني، هو استثمار حقيقي في الإنسان والمكان. فالفضاءات العمرانية لا تكتمل رسالتها إلا حين تنبض بالناس، وتُسخّر لمصلحة الجميع.

نسأل الله أن يرحم شهداءنا الأبرار ويحفظ كويتنا الحبيبة، ويبارك في جهود كل من يعمل من أجل نهضتها، تحت راية سيدي حضرة صاحب السمو أمير البلاد، وسمو ولي عهده الأمين، حفظهما الله ورعاهما.

والله الموفق.

آخر الأخبار