حوارات
"وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَان إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ، إِنَّمَا يَأْمُرُكُم بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ" (البقرة 168-169).
يقتدي الانسان بشخص آخر عندما يُعجب به بشدّة حتى يتّخذه مثالاً يقلّده في كلامه، وفي تصرّفاته الشخصية، ويحدث أحياناً أن ينشأ عند أحدهم لأسباب ذاتيّة قابليّة سلبية للتأثّر بالقدوة السيّئة، والتي تؤدّي محاكاتها الى تدمير حياة الانسان.
ومن بعض أسباب وجود قابلية للتأثّر الشديد بالقدوات السيّئة، نذكر ما يلي:
- المُتَلَاعِب النفسيّ قدوة سيّئة: يقع أحد الأفراد ضحية لشخص تمرّس لسنوات التلاعب، العاطفي والنفسيّ، بالآخرين، وبسبب قوّة شخصية المتلاعب النفسي وضعف شخصية ضحيّته، يتغلغل المتلاعب في حياة ضحيّته ويخترق مِصَدَّاته النفسية والفكرية الفطرية، حتى يتحوّل الضحية الى ألعوبة بيده، يتصرّف به كما يريد.
-ضعف تقدير الذّات: كلما ضعف تقدير الانسان لنفسه قلّت ثقته بها، وربط رضاه عنها، وقبوله بها برضى، وبقبول الآخرين له، ويحدث أحياناً كثيرة أن يكتشف المتلاعبون النفسيّون والاستغلاليّون والسيّئون بعامة هذا الجوع المفرط للحصول على قبول الناس، فيستغلون الأفراد الفاقدون التقدير لذواتهم بإختيارهم.
-تجاهل نصائح العقلاء: يتغافل ويتجاهل، وربما يرفض أحدهم النصائح التي يقدّمها إليه العقلاء من أهله، أو أصحابه عن عدم مخالطة أو مجالسة فلان من الناس، ويتجاهل المتأثّر بشدّة بالقدوة السيّئة هذه النصائح، إمّا بسبب عناده، أو جهله، أو سوء حظّه، فيقع تدريجياً في يد من سيحوّل حياته خلال أيام، أو أسابيع، أو أشهر إلى جحيم لا يطاق.
-ضعف الاستقلالية الفكرية: يهمل الفرد اكتساب مهارة الاستقلالية الفكرية، فيقع ضحيّة لشخص آخر أقوى منه في شخصيته، أو يتميّز بقوّة طرحه لأفكاره، وبتأثيره النفسي والفكري السحري، فيقتدي به حتى يتخلّى تدريجياً عن حريته واستقلاليته الفكرية الفطرية، وربما يصبح الفاقد للاستقلالية الفكرية إمّعة، وبوقاً للآخر.
-اتّباع الهوى: يتّبع أحدهم هواه بلا أن يكترث بالقيود الأخلاقية أو الشرعية، ويحدث أحياناً أن ينجذب الى ذلك القدوة السيّئة الذي يستميل هواه وشهواته، وتفكيره العاطفي، فيتبع إغواءاته، ويقع فيما يفسد أخلاقه، أو يهلكه.
كاتب كويتي
DrAljenfawi@