الغموض يلف المثلث الحدودي بين السودان وليبيا ومصر وسط تبادل الاتهامات

الجيش و"الدعم السريع" يعلنان السيطرة... وطرابلس وجيش حفتر ينفيان التورط في الاشتباكات

بورتسودان، عواصم - وكالات: فيما اكتنف الغموض حدود السودان وليبيا ومصر أمس، أعلن الجيش السوداني أن قواته أخلت منطقة المثلث الحدودي مع مصر وليبيا، قائلا في بيان مقتضب إن التحرك أتى في إطار ترتيبات دفاعية لصد العدوان، وفق تعبيره، بينما زعمت قوات الدعم السريع سيطرتها على المثلث الحدودي، وجاء التضارب بعدما أكد الجيش أول من أمس، تعرض نقاطه الحدودية في منطقة المثلث لهجوم من قبل قوات الدعم السريع مسنودة بقوات قائد الجيش الليبي خليفة حفتر للاستيلاء على منطقة المثلث، واعتبر أن الهجوم يمثل تعدياً سافراً على السودان وأرضه وشعبه، وامتداد لمؤامرة دولية وإقليمية تحاك ضد السودان تحت سمع وبصر العالم ومنظماته الدولية والاقليمية، مؤكداً أنه سيتصدى بقوة وسيدافع عن البلاد.

من جانبها، ردّت القيادة العامة للجيش الليبي على الاتهامات، مؤكدة أنها مزاعم باطلة ورواية مكرّرة لا تمت للواقع بصلة، نافية مهاجمة قواتها الأراضي السودانية أو انحيازها لأحد طرفي النزاع، ودعا الجيش الليبي الجيش السوداني إلى عدم الزجّ باسمه في الصراع الدائر، معتبرا أنّه أسلوب مكشوف لإثارة الفتنة الإقليمية وتصفية الحسابات الداخلية في السودان، مؤكدا التزامه الكامل بمبادئ حسن الجوار والقانون الدولي وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.

وبينما أكدت وسائل إعلام سودانية أن اشتباكات عنيفة اندلعت بين القوة المشتركة المكونة من حركات سودانية مسلحة متحالفة مع الجيش السوداني وكتيبة السلفية التابعة للجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، ما أسفر عن وقوع خسائر بشرية من الجانبين، وقال مصدر عسكري سوداني لوسائل الاعلام إن القوات الليبية توغلت لنحو ثلاثة كيلومترات داخل الأراضي السودانية قرب جبل العوينات ما استدعى ردا فوريا من الجيش السوداني، أصدرت القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية بيانا ردت فيه على ما وصفته بـ"مزاعم باطلة" صادرة عن القوات المسلحة السودانية تتهم الجانب الليبي بالتدخل في المناطق الحدودية السودانية.

وقالت القيادة الليبية إنها تابعت "باستغراب شديد" بيان القوات المسلحة السودانية الذي زعم استيلاء القوات الليبية على أراضٍ سودانية، وادعى انحياز الجيش الليبي لطرف من أطراف النزاع السوداني، واعتبر البيان الليبي أن هذه "رواية مكررة لا تمت للواقع بأي صلة"، قائلا إن الهدف من هذه المزاعم "تصدير الأزمة الداخلية السودانية وخلق عدو خارجي افتراضي"، مؤكداً أن ليبيا لم تكن يومًا مصدر تهديد لجيرانها، بل تحرص على أمن الحدود ومكافحة الإرهاب والهجرة غير النظامية بتنسيق محكم مع دول الجوار، كما اتهم البيان القوات السودانية بتكرار اعتداءات على الحدود الليبية، مشيرا إلى أن القيادة العامة آثرت معالجة هذه التجاوزات بهدوء حفاظاً على حسن الجوار، لكنه أكد في الوقت ذاته أن القوات الليبية تحتفظ بحق الرد على أي خرق.

من جانبها، نفت وزارة الخارجية في حكومة الوحدة الوطنية الليبية بشكل قاطع أي مشاركة لقوات ليبية في الاشتباكات المسلحة التي شهدتها المناطق الحدودية بين ليبيا والسودان ومصر، مؤكدة أن التقارير الواردة من الجهات المختصة تشير إلى أن المجموعة التي أُشير إليها لا تتبع وزارة الدفاع الليبية ولا تأتمر بأوامر رئاسة الأركان العامة للجيش.