رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام مستقبلاً المبعوث الفرنسي الخاص إلى لبنان جان إيف لودريان (أب)
سلام: خطة للتعافي شاملة وإعادة إعمار بـ 11 مليار دولار
بيروت، عواصم - وكالات: اعتبر الرئيس اللبناني جوزاف عون أن قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "يونيفيل" تعد حاجة إقليمية وليس فقط لبنانية، منوها خلال استقباله الموفد الخاص للرئيس الفرنسي جان إيف لودريان، بالدور الفرنسي في دعم لبنان وتأمين الاستقرار في جنوبه، قائلا إن فرنسا ساهمت في تأمين التجديد لقوات "يونيفيل" واستمرارها طوال السنوات الماضية، كما تلعب باريس دورا محوريا في مساعدة لبنان وتأمين المناخات اللازمة لتعزيز الأمن والاستقرار فيه، منوها بالدور الفرنسي في دعم لبنان وبالاتصالات التي يجريها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مع قادة الدول في هذا الشأن.
وشدد على أن استمرار اعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلي على الجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت والمناطق الأخرى يشكل انتهاكا صريحا للاتفاق الذي تم التوصل إليه في نوفمبر الماضي برعاية فرنسية - أميركية، داعيا المجتمع الدولي لاسيما الراعين للاتفاق إلى ممارسة الضغط على الاحتلال الإسرائيلي لإيقاف الانتهاكات، معتبرا الإصلاحات الاقتصادية والمالية التي باشرت بها الحكومة اللبنانية تشكل حاجة لبنانية قبل أن تكون مطلبا دوليا، مؤكدا التزام لبنان بتنفيذ الإصلاحات في مختلف المجالات.
من جانبه، أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري أن لبنان وأبناء الجنوب يريدون بقاء "اليونيفيل" في جنوب لبنان، مشيرا إلى أن الإشكالات التي تحصل معها سببها قيام "اليونيفيل" بدوريات في أملاك خاصة دون مرافقة الجيش اللبناني، مؤكدا أن "حزب الله" لايعترض على عملها ولا يقبل بتعديل المهمات التي تقوم بها، قائلا إن أي ديبلوماسي غربي أو أممي لم يفاتحه في أن القوة الدولية ستغادر الجنوب، بينما وقّعت وزارة الدفاع الوطني اللبنانية و"اليونيفيل" مذكرة تفاهم بمشاركة ودعم الحكومة الفرنسية، بهدف الاتفاق على هبة مخصّصة لتأمين حاجات الجيش اللبناني في مجالَي المحروقات والتغذية، وأعرب وزير الدفاع الوطني اللبناني ميشال منسى عن أمله في تجديد ولاية "اليونيفيل" دون أية عراقيل.
بدوره، أكد رئيس مجلس الوزراء اللبناني نواف سلام أن الحكومة اللبنانية تعمل على تنفيذ خطة وطنية شاملة للتعافي وإعادة الإعمار بعد الأضرار الواسعة التي خلفتها حرب قوات الاحتلال الإسرائيلية الأخيرة، قائلا إن لبنان يقف عند مفترق طرق بين الخسارة الكبيرة والأمل بالتجديد، مشيرا إلى أن الحكومة تبذل جهودا لاستعادة الاستقرار والتقدم وتنفيذ الإصلاحات لكنها تواجه معاناة كبيرة نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر، مقدرا الأضرار الناتجة عن حرب قوات الاحتلال بنحو 11 مليار دولار خاصة في محافظتي الجنوب والنبطية يليهما جبل لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت، معتبرا أن حجم الأضرار "كبير جدا".
من جهته، أكد وزير المالية اللبناني ياسين جابر أن التقديرات الأولية لاحتياجات إعادة الإعمار تشير إلى نحو 11 مليار دولار، معتبرا أن لبنان يواجه تحديات تاريخية غير مسبوقة، مشددا على عزم الحكومة استعادة الحوكمة وتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص، معتبرا أن الاستقرار الأمني هو الحصن الحامي للاستثمارات التي يعّول عليها الاقتصاد.