حديث الأفق
- الحاكم: لم يخبرنا عن نفسه ويكشف عن هويته
- بعد أيام ورد إليه خبر أن ذلك الرجل راعي إبل
- القبيلة: لا يريد إذلال نفسه فأراد أن يُريك عزته
- المجنون: "أأقسمه كقسمة الناس أم كقسمة الله"؟
- قالت لزوجها: اذهب وشارك في نصف غزواته
المعروف أن الهيبة تظهر بمساعدة الضعيف، قبل القوي، والعائلات إذا لم تقف إلى جانب الضعيف تفقد قوتها، وهذا الأمر ينطبق على الدول، فإذا استقوت إحداها على الضعفاء، تدان بين الدول، كما تفعل إسرائيل مثلاً، في دول عربية عدة، لهذا، فإن الأسطر القليلة التالية، تدل في إسقاطاتها على معنى الهيبة.
اعتقل ملك من ملوك العرب رجلاً من إحدى القبائل البعيدة، فجاءت قبيلته بشيوخها وأمرائها وفرسانها تسأل عنه، وتفديه، أو تشفع له.
فقال الملك لتلك الحشود الضخمة: "مَن هذا الرجل الذي جئتم جميعاً لأجله وللشفاعة فيه"؟
فقالوا بصوت رجل واحد: "هو أميرنا أيها الملك".
فقال: "لم يخبرنا عن نفسه ويكشف عن هويته".
فقالوا: "لا يريد أن يذل نفسه أمامك بمنصبه ومكانته بين قومه، فأراد أن يريك عزته بقومه".
فأطلقه الملك على الفور معتذراً، بعد أيام ورد إليه خبر أن ذلك الرجل ما هو إلا راعي إبل عند تلك القبائل، فأرسل لهم الملك يستفسر مندهشاً ومستغرباً مما صنعوه، فجاءه الرد: "لا أمير فينا ولا خير فينا إن ذل راعينا".
العبرة من القصة أنه لا خير في قوم ضاع فيهم حق ضعيفهم.
اختبار الإمام للمجنون
إمام مسجد أراد اختبار رجل مجنون، فوجده أعقل وأكثر حكمة من جميع الحضور. فقد حضر مجنون إلى مجلس إمام المسجد، وكان عنده ضيوف، فأحضر الإمام تمراً، وطلب من المجنون أن يقسمه بين الحضور. قال المجنون لإمام المسجد: "أأقسمه كقسمة الناس، أم كقسمة الله"؟
فقال الإمام: "اقسمه كقسمة الناس".
فأخذ المجنون طبق التمر، وأعطى كل واحد من الحضور ثلاث تمرات، ثم وضع بقية الطبق أمام الإمام.
عندها قال الإمام: "اقسمه كقسمة الله".
فجمع المجنون التمر وأعطى الأول تمرة والثاني حفنة، والثالث لا شيء، والرابع ملأ حجره، فضحك الحاضرون طويلاً.
فيما أراد المجنون أن يقول لهم إن لله حكمةً في كل شيء، وأن أجمل ما في الحياة هو التفاوت، لو أعطى الناس كلهم المال لم يعد له قيمة، ولو أعطاهم الصحة ما كانت لها قيمة، ولو أعطاهم العلم ما كانت له قيمة، فسر الحياة أن يُكمل الناس بعضهم بعضاً، وأن لله حكمة لا ندركها بعقلنا القاصر.
ندم الرجل على سؤال زوجته
سأل الزوج زوجته ذات ليلة وهما مستلقيان على الفراش: "هل تعلمين كم مرة تزوج الإمام علي (كرم الله وجهه) وكم عدد زوجاته"؟
نظرت الزوجة إليه بحزم، وقالت: "قبل أن تفكر في الزواج اذهب أولاً وشارك في نصف غزواته، وبعدها سأخطب لك بنفسي"، فأدار الزوج وجهه متحسراً، لكنه لم يهنأ طويلاً، فقد التفتت إليه مجدداً، وقالت: "بل الأفضل أن تذهب لتحرير القدس، وطرد اليهود ثم عد لتحدثني عن الزواج".
شعر الزوج أنه فتح على نفسه باباً من المتاعب، فتمتم في سره: "يا ليتني ما سألتها"، ولكن الزوجة لم تكتفش بذلك فاستدارت إليه مرة أخرى، وقالت بنبرة ساخرة: "الإمام علي خلع باب خيبر بيده، وأنت وابنك عجزتما عن فتح باب الحمام عندما علق عليكما".
لم يجد الزوج رداً، فسحب البطانية وولّى ظهره وهو يتمتم "حسبي الله عليك يا صاحبة اللسان الطويل"، لكن الزوجة لم تنهِ درسها بعد، فعدلت وسادتها، وقالت بهدوء: "الإمام علي كان يقضي لياليه في الصحراء يصلي بخشوع حتى يغشى عليه خوفاً من الله، وأنت الوحيد الذي أغمي عليك عندما رأيت فأراً في المطبخ".
الزوج لم ينطق بكلمة، فقد أغمض عينيه مستسلماً، وهو يتمنى لو أن الزمن يعود إلى الوراء حتى لا يسأل هذا السؤال أبداً.
نكشات
الهموم كثيرة لم تدع للإجازة لذة، كل ما حولنا إرهاصات لعالم غير مستقر، ولا ندري ماذا يحمل لنا المستقبل.
* * *
فيه مثل كويتي يقول: "عنزنا تحب التيس الغريب"، إنه مجرد مثل، لكن ما هي مناسبته؟ لا أعرف، لكن لا بد له من مناسبة، وما أكثر الأمثال التي لها معنى.
* * *
العادة في الأعياد أننا نسمع في كل دول الخليج عن عفو عن المساجين، وكذلك الاهتمام بالغارمين والدائنين، حتى هذه الدول تسدد قروض المحتاجين بتبرعات كريمة.
* * *
ما الذي يمنع البلدية من أن تطلع على ما فعلته السعودية في مشروع "نيوم"، فيه أحد المشاريع ينفع لجزيرة فيلكا، المهم تعمل الحكومة البنية التحتية له، وهناك المئات ممن يريدون تمويل المشروع، ضمن شروط منها تجعل فيها محفزات، وأول هذه الشروط لن يقبل أحد بشروط حق الانتفاع سنة تجدد كلما انتهت.