النصب الغذائي

لا ميزة ولا مزية للبيض البني على الأبيض، كما يفيد الخبير الزراعي الكويتي المرموق محمد إبراهيم الفريح (خبرة 50 سنة زراعة).

اما القول بغير ذلك هو نوع من الغش الاستهلاكي الغذائي الذي يتعرض له جمهور المستهلكين في البلاد، وها هم غشاشو الغذاء والتغذية، خبثا أو جهلا، ينشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي لرصد فوائد صحية وطبية، لهذه الخضار وتلك الفواكه والثمار، وحتى الزيوت والألبان والأجبان والأعشاب والأعسال والتمور والمشروبات، والمياه الجوفية والنهرية. والخلطات التي ينتجونها ويصنعون منها، على سبيل المثال لا الحصر، قولهم أن التوت يقضي على جرثومة المعدة.

والفقارى يصدقون، فيشترون التوت بأغلى الأسعار، وبعد التوت يطلع علينا تجار الخضار والفواكه، بكذبة غذائية أخرى تروّج لفاكهة جديدة وثمار جديدة، كل منها وفق موسمها، ومنتج جديد، وفق المستورد والمتوفّر منه.

فأين خبراء الغذاء والتغذية للتصدي لهذا النوع من الغش، بل النصب، على المستهلك الغلبان التعبان؟

إياكم أيها الناس أن تصدّقوا كل ما تسمعون أو تقرأون، عمّا يسمّى بطب الخضار والفواكة، والأعشاب والنباتات الطبية، أو الصحية، كما يسمونها، فمعظمه كلام متخلفين مهووسين، بما فعله الأقدمون، و"غشاشين نصابين"، دراويش دين، يضحكون عليكم، ويسرقون أموالكم.

وكي تنطلي عليك الحيلة، وتبلع الطعم، هم يغلفون ترّهاتهم وخزعبلاتهم بلباس الدّين، وهو منهم براء، كأن يتقوّلون عن رسولنا الكريم: "من صام وأفطر على تمر المدينة دخل الجنة".

ناهيك عما يشيعون عن فوائد التمور والأعسال، وخصوصا "على الرّيق"، وأشجار المورينغا،طازجة ومطبوخة.

طبعا الناس أنصاف المتعلمين المرضى يصدقون، فالغرقان بـ"يتلاوح بحبال الهوا".

الشاهد: جماعتنا المتزمتة دعاة الفعل الماضي، جماعة استغلالية، ما لهم حل، وإذا تخلصنا من بعضهم، يجينا مثلهم.

فأين أنتم يا علماء الغذاء والتغذية، وأين مختبراتكم العملية والعلمية؟

نحن المستهلكين حيارى مظلومون، فأنقذونا من دعاة الفعل الماضي، جماعة: اسأل مجرب ولا تسأل طبيب... يرحم والديكم.

كاتب فلسطيني