طهران تصعِّد وتدشن منشأة جديدة للتخصيب... وبزشكيان: لن نخضع للقوة... والجيش يناور... و"الحرس": جاهزون!
طهران، فيينا، عواصم - وكالات: في خطوة من شأنها أن تؤدي إلى مزيد من التوتر، وإلى تحرك لإعادة مايعرف بـ"آلية الزناد" وفرض عقوبات من جانب الأمم المتحدة على طهران في وقت لاحق من العام الجاري، اعتمد مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس، مشروع قرار قدمته فرنسا وألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة يدين عدم امتثال إيران لالتزاماتها النووية وذلك للمرة الأولى منذ 20 عاما، وحصل مشروع القرار الغربي على تأييد غالبية 19 دولة مقابل امتناع 11 دولة عن التصويت واعتراض ثلاث دول هي الصين وروسيا وبوركينا فاسو بينما لم تتمكن دولتان من المشاركة في التصويت لأسباب إجرائية، ويتهم القرار الجديد إيران بعدم الامتثال، وخلص إلى أن الوكالة لم تعد قادرة على التحقق من الطابع السلمي للبرنامج النووي الايراني وأن القضية باتت تندرج ضمن اختصاص مجلس الأمن الدولي.
في غضون ذلك، أجمعت تقارير عدة على استعداد إسرائيل لضرب إيران، ونقلت قناة "خبر تورك" التركية عن مسؤول إيراني كبير قوله إن دولة صديقة في المنطقة حذرت بلاده من هجوم إسرائيلي محتمل"، بينما أكدت تقارير أميركية أن إسرائيل تدرس توجيه ضربة ضد إيران من دون مساعدة أميركية، وقالت شبكة "أن بي سي نيوز" إن دولة الاحتلال تدرس القيام بعمل عسكري في الأيام المقبلة، مؤكدة أن تل أبيب أصبحت أكثر جدية بشأن توجيه ضربة أحادية الجانب.
في المقابل، ردت إيران على القرار الغربي بالإعلان أنها ستبني منشأة نووية جديدة لتخصيب اليورانيوم "في مكان آمن"، وقالت الخارجية الإيرانية ومنظمة الطاقة الذرية الإيرانية في بيان مشترك إنه تم الإيعاز بإنشاء مركز جديد لتخصيب اليورانيوم في موقع آمن واستبدال الجيل الأول من أجهزة الطرد المركزي في منشأة "فوردو" بالجيل السادس من الأجهزة المتطورة، بينما أكد المتحدث باسم وكالة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي أن بلاده ستفعل المجتمع الثالث للتخصيب وسيشهد إنتاج المواد المخصبة زيادة كبيرة.
من جانبه، أكد الرئيس الايراني مسعود بزشكيان أن إيران لن تخضع للقوة، قائلا خلال زيارة لمحافظة إيلام "لن نقبل أن نخفض أبحاثنا إلى الصفر ثم ننتظر موافقتهم للحصول على المواد النووية اللازمة للصناعة والطب والزراعة وغيرها من العلوم"، مضيفا "لن نتهاون أبدا... وأكد قائد الثورة أننا لن نصنع قنبلة نووية.
بدوره، وصف مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة في فيينا ميخائيل اوليانوف مشروع القرار الغربي بأنه "عديم الجدوى وموجه في الاتجاه الخاطئ"، محذرا من أنه قد يؤدي إلى تصعيد غير خاضع للسيطرة، منتقدا مصطلح "عدم الامتثال"، مشيرا إلى أن تقرير المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي الفني لم يتضمن التعبير بينما أصر الغربيون على إدراجه ما يفتح الباب أمام إحالة الملف إلى مجلس الأمن الدولي، بينما أعلن وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي عقد جولة سادسة من المحادثات بين إيران والولايات المتحدة يوم الأحد المقبل في عُمان، ، قائلا على منصة "أكس": "يسرني أن أؤكد أنه سيتم عقد جولة سادسة من المحادثات في مسقط بعد غد الأحد.
من جهته، بدأ الجيش الإيراني سلسلة مناورات عسكرية مفاجئة، حيث أمر رئيس الأركان محمد باقري ببدء سلسلة مناورات عسكرية لم تكن مخططة مسبقا، قائلا إن الهدف تعزيز القدرات الدفاعية والردعية وتقييم جاهزيتها والتركيز على تحركات العدو وتخطيطه، بينما أكد قائد "الحرس الثوري" حسين سلامي أن بلاده مستعدة لأي سيناريو وأي موقف وأي ظرف، قائلا "لدينا خبرة حربية، وخضعنا للاختبار، وعززنا قوتنا، ولدينا ستراتيجية، وحددنا الأهداف، وتدربنا على الخطط، وعززنا قوتنا".