طبول الحرب على إيران تكبد بورصات الخليج خسارة 29.4 مليار دولار

2.1 مليار دولار خسائر السوق الكويتي... وعمليات البيع واسعة النطاق تتراجع بالمؤشر العام 111 نقطة

المخاوف الجيوسياسية تزيد قلق المستثمرين وتدفعهم للتخارج من الأسهم للبعد عن المخاطر

محمود شندي

تشهد الأسواق الخليجية حالة من القلق وسط التوترات المتنامية بين الولايات المتحدة وإيران، خصوصاً بعد التهديدات الإيرانية الأخيرة باستهداف القواعد العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط في حال فشل التوصل إلى اتفاق حول البرنامج النووي الإيراني.

وانعكست هذه الأجواء على أداء الأسواق الخليجية التى تكبدت خسائر سوقية بنحو 29.4 مليار دولار حيث تكبد السوق السعودي خسائر بنحو 12.7 مليار دولار ، وخسر سوق دبي 5.4 مليار دولار وفقد سوق ابوظبي 7.5 مليار دولار ، اما السوق القطري فبلغت خسائره 1.3 مليار دولار .

وسجلت السوق الكويتية بداية موجة هبوط مع تراجع أسعار النفط امس، وفقدت القيمة السوقية لبورصة الكويت نحو 669 مليون دينار (نحو 2.187 مليار دولار ) لتصل الى مستوى 48.721 مليار دينار، مقابل الجلسة السابقة البالغة 49.390 مليار دينار، وذلك نتيجة عمليات البيع واسعة النطاق التي شهدتها معظم الاسهم نتيجة مخاوف المستثمرين من التداعيات الجيوسياسية ومخاطر الأسواق .

وانخفض مؤشر البورصة على انخفاض مؤشرها العام 111.9 نقطة بنسبة بلغت 1.3 % ليبلغ مستوى 8156 نقطة وتم تداول 425 مليون سهم عبر 26895 صفقة نقدية بقيمة 112.8 مليون دينار (نحو 345 مليون دولار). وانخفض مؤشر السوق الرئيسي 71.3 نقطة بنسبة بلغت 1 في المئة ليبلغ مستوى 6971 نقطة من خلال تداول 183مليون سهم عبر 11793 صفقة نقدية بقيمة 22.4 مليون دينار (نحو 68.5 مليون دولار).

في موازاة ذلك انخفض مؤشر (رئيسي 50) 66ر140 نقطة بنسبة بلغت 1.9 في المئة ليبلغ مستوى 7072 نقطة من خلال تداول 148 مليون سهم عبر 7206 صفقات نقدية بقيمة 15.3 مليون دينار (نحو 46.8 مليون دولار).

وكانت شركات (تمدين أ) و(نابيسكو) و(مراكز) و(الاعادة) الأكثر ارتفاعا فيما كانت شركات (فنادق) و(ديجتس) و(متحدة) و(ثريا) الأكثر انخفاضا.

وأكد عيد الشهري، مدير عام شركة الأجيال القادمة للاستشارات في تصريحات لـ"العربية Business"، أن التوترات الجيوسياسية عادة ما تؤثر سلباً على الأسواق، حيث تؤدي حالة الخوف إلى عمليات بيع واسعة تشمل معظم الأسهم دون تمييز.

وأوضح أن المستثمرين في بورصة الكويت ينقسمون عادة إلى فئتين؛ الأولى تمثل المستثمرين الأفراد الذين يتأثرون سريعاً بالأخبار ويقومون بالبيع فوراً، أما الفئة الثانية فهي الصناديق غير النشطة التي تستمر في الشراء وفقاً للفرص الاستثمارية طويلة الأجل.

وتوقع الشهري أن تشهد السوق موجة بيع مؤقتة، يعقبها استقرار نسبي مع عودة الصناديق للشراء بعد انخفاض الأسعار، مشيراً إلى أن هذه التحركات تعد طبيعية خلال فترات الهلع، وغالباً ما تنتهي بعودة النشاط الاقتصادي.

وفيما يتعلق بالعوامل الإيجابية لأسواق النفط، أشار الشهري إلى أن تصعيد التوتر بين أميركا والصين من جهة، واستقرار العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين وتراجع مخاوف الرسوم الجمركية من جهة أخرى، كان لهما دور في دعم أسواق النفط مؤخراً، إضافة إلى تحسن الطلب العالمي وعودة النمو الاقتصادي تدريجياً.

واعتبر أن استقرار التجارة الأميركية الصينية ساهم في تهدئة الأسواق وأسهم في تحسن توقعات الطلب النفطي خلال الفترة المقبلة، مما ينعكس على تقييم الأسواق الأميركية والعالمية، ويدفع الصناديق غير النشطة لتعزيز مراكزها الاستثمارية.