إحصائية النيابة كشفت عن التحقيق في 773 قضية خلال الفترة نفسها بواقع 6 قضايا يومياً
محامون يحذرون: ارتفاع مقلق في أعداد طالبي العلاج وأُسر تفقد معيلها خلف القضبان
- إنعام الحيدر: أنواع جديدة "خطيرة ومغشوشة" من المخدرات تُباع بأسعار زهيدة
- علي الواوان: الغالبية العظمى من جرائم السرقة والقتل دافعها تمويل شراء الجرعة
- عبد المحسن القطان: وراء كل إحصائية مخدرات قصص مأساوية وأسر عصفت بها رياح الإدمان
عبد المحسن القطان
إنعام الحيدر
علي الواوان
جابر الحمود
رغم جهودها "الداخلية" المتواصلة في ملاحقة المروجين والمتعاطين، وإدخال تعديلات تشريعية في أبريل الماضي تقضي باعدام تجّار المخدرات والمؤثرات العقلية، كشفت إحصائية حديثة أصدرتها النيابة العامة للثلث الأول من العام الحالي النقاب عن اتساع رقعة نيران المخدرات في المجتمع الكويتي، لافتة الى أن عدد الشكاوى الأبوية من تعاطي الأبناء بلغ 265 شكوى خلال 4 أشهر من يناير حتى أبريل الماضي يناير بواقع شكويين يومياً.
وأوضحت الإحصائية التفصيلية التي حصلت "السياسة "على نسخة منها أن عدد قضايا المخدرات والمؤثرات العقلية التي حققت النيابة العامة فيها بلغت 773 قضية شملت (الحيازة، الاتجار، الجلب، التعاطي) خلال الفترة نفسها بمعدل 6 قضايا يومياً.
على خط مواز، وفي ظل تنامي الظاهرة والأرقام الصادمة، حذر محامون ومتخصصون من تداعيات كارثية للمخدرات تتجاوز الأضرار الصحية والفتك بالعقول والاجسام لتطال الأمن المجتمعي والاقتصادي والأسري.
أنواع جديدة
وأكدت المحامية أنعام حيدر أن "آفة المخدرات لا تميز بين غني وفقير أو متعلم وأمي"، مشيرة إلى أنها "تدمر الجهاز العصبي وتلقي بالمرء في دائرة الاكتئاب الحاد والذهان، وما يتبع ذلك من تفكك أسري وهدر لطاقات الشباب وجرائم غريبة على المجتمع.
وأشارت إلى ثمة "ارتفاع مقلق" في أعداد طالبي العلاج، لاسيما الشباب، محذرة من انتشار أنواع جديدة "خطيرة ومغشوشة" من المخدرات تباع بأسعار زهيدة، مما يوسع قاعدة المتعرضين للخطر.
شراء الجرعة
من جهته، وصف المحامي علي الواوان العلاقة بين المخدرات والجريمة بأنها "علاقة سببية لا لبس فيها" مبينا أن الغالبية العظمى من جرائم السرقة بالإكراه (السلب)، والنشل، واختلاس الأموال، وبعض جرائم القتل والاعتداءات الأسرية المروعة، يكون دافعها الأساسي تمويل شراء الجرعة التالية.
وأضاف: "في سعيه اليائس لإشباع رغبته، يفقد المدمن أي حس أخلاقي أو خوف من القانون"، مشدداً على خطورة جرائم الاتجار والتخزين والترويج التي تقودها شبكات إجرامية منظمة "تُدرّ أرباحاً طائلة على حساب دمار المجتمع".
قصص مؤلمة
بدوره، سلط المحامي عبدالمحسن القطان الضوء على الكلفة الإنسانية المخفية وراء الأرقام، قائلاً: "وراء كل إحصائية مخدرات قصص إنسانية مأساوية وأسر عصفت بها رياح الادمان العاتية. وأشار الى معاناة "عائلات تئن تحت وطأة الديون لعلاج ابن مدمن، وأسر تفقد معيلها خلف القضبان، وأمهات يبكين على أبناء قُتلوا جراء جرعة زائدة أو اشتباكات مع تجار مخدرات". مستشهدا بشهادات من أروقة المحاكم تُظهر كيف تحولت حياة شباب واعدين "إلى جحيم بسبب أول خطوة في عالم المخدرات"، دفعهم الظلام الدامس للإدمان إلى ارتكاب أفعال كانوا أبعد الناس عنها.