فهد اليوسف رجل الدولة

في زمن تتطلب فيه الدولة حزماً وإنسانية في آنٍ معاً، برز اسم الشيخ فهد يوسف سعود الصباح، النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، كأحد أعمدة الإصلاح الأمني والإداري في الكويت.

ليس مبالغة إذا قلنا إن السنوات الأخيرة شهدت نقلة نوعية في أداء وزارة الداخلية، تلك النقلة التي حملت بصمات الوزير الحازم، المتابع، والإنساني.

منذ توليه مهماته، أثبت الشيخ فهد اليوسف، أنه لا يرى الوزارة مجرد مؤسسة أمنية، بل كيان متكامل يجب أن يجمع بين الضبط والانضباط من جهة، وبين احترام حقوق الإنسان والشفافية من جهة أخرى.

لا عجب أن نراه يزور مراكز الاحتجاز خلال أيام العيد، ليتأكد بنفسه من أوضاع النزلاء، ويأمر بتحسين ظروفهم، وكأنه يقول للعالم إن الأمن لا يتعارض مع الكرامة الإنسانية.

على المستوى الخليجي والعربي، قاد الوزير جهوداً ملحوظة في تعزيز التعاون الأمني، فقد ترأس الاجتماعات الإقليمية بحكمة ووعي، واضعاً الكويت في موقع القيادة لا التبعية. دعوته إلى توحيد الجهود الخليجية في مواجهة الإرهاب، والجريمة المنظمة ليست مجرد خطاب سياسي، بل رؤية ستراتيجية نابعة من فهم دقيق لمتغيرات المنطقة.

أما في الداخل، فقد لمس المواطن والمقيم تطوراً ملموساً في التعامل المروري والتنظيم الإداري. من نشر القوانين عبر ست لغات لخدمة الجميع، إلى إطلاق حملات توعوية ضخمة مثل "حياتك قرارك"، إلى ضبط آلاف المخالفين في حملات أمنية متقنة، يتضح أن الوزارة لا تتحرك برد الفعل، بل بخطة واستباق.

ولم يغفل الوزير عن النزاهة المؤسسية، فقد تابع شخصياً قضايا التزوير، وسحب الجنسيات الممنوحة بغير وجه حق، مؤكّداً أن لا أحد فوق القانون، وأن الولاء للوطن لا يُقاس بالأوراق، بل بالصدق والانتماء.

لقد أصبح واضحاً أن وزارة الداخلية في عهد فهد اليوسف لا تعرف التراخي، ولا تكتفي بالشعارات. إنها وزارة في حالة عمل دؤوب، تتفاعل مع المواطنين، وتطوّر نفسها من الداخل، وتبني جسور الثقة مع الخارج. وكما يُقال: القائد الحقيقي هو من يزرع الهيبة في القانون، لا في الخوف؛ وهذا بالضبط ما يجسده فهد الصباح.

في النهاية، نقولها بضمير الكاتب الحر: إن ما يحدث داخل وزارة الداخلية، وخصوصا إدارة العلاقات العامة والإعلام الأمني هو نموذج يُحتذى، والفضل يعود إلى رجل وضع نصب عينيه حماية الدولة دون أن يغفل عن حماية الإنسان.

كاتبة سعودية