فوائد العِفَّة

حوارات

يعفّ الانسان المسلم عندما يمتنع، بإرادته الحرّة عمّا، لا يحلّ له، وعندما يتجنّب ما لا يليق من القول أو الفعل، وعندما يبتعد باختياره عن كل ما حرّم الله عزّ وجلّ عليه، وفي الحديث الشريف: "اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ الهُدى والتُّقى والعَفافَ والغِنى، والعفّة".

ومن بعض فوائد العِفّة، نذكر ما يلي:

- العِفَّة وصلاح الأهل: يعفّ الرجل فيعفّ أهله، ومن يغضّ بصره عن المحارم، يغضّ الآخرون أبصارهم عن محارمه، ومن يكفّ بصره عن النّظر إلى ما لا يجوز له شرعاً النظر إليه، تمتلئ حياته بما هو حلال، والله عزّ وجلّ أعلم.

-الاستغناء عمّا في أيدي الناس: يعفّ المرء عمّا في أيدي الناس، فيستغني بالله عن خلقه، وتتحقّق في حياته حالات الرضا والطمأنينة والقناعة، ومن يطلب حاجته من الله عزّ شأنه، حريّ به تحقيق الاكتفاء الذّاتي، والاستقلالية الفكرية، والاعتماد الكامل على النفس في طلب الرّزق.

-الرّشد والهداية الى طرق الخير: يؤدّي إعتناق العِفّة، كمبدأ أخلاقي أساسي في الحياة الشخصية والعامة، إلى اهتداء الفرد الى الرشد وطرق الخير، فمن يعفّ باختياره يقوى بصره وبصيرته، ويرى الحقّ حقاً فيتّبعه، ويرى الباطل باطلاً كما هو في حقيقته، فيتجنّبه.

-العفّة وضبط النفس: يتّصف من يلتزم بالعفّة في سرّه وعلانيته بامتلاكه لنفس أبيّة ومترفّعة عمّا يشين، وكلما عفّ الانسان تمكّن من التحكّم بهواه البشري المتقلّب، وكبح طغيان شهواته، وتحكّم بخاصة في أقواله وردود فعله تجاه ما يمكن أن يتعرّض له في عالم خارجي،الذي يكاد يفيض بالاستفزازات وبالمُؤثِّرات السلبية.

-العفّة والصبر على تقلّبات الدهر: يترسّخ في قلب صاحب العِفّة صبر متميّز، يرتكز على عزّة النفس والنّزاهة، والرغبة في الحفاظ على السمعة الشخصية، فيصبر ذو العِفّة على ما لا مجال سوى الصبر عليه أو عنه، ويصبر على ما يتعرّض له من ابتلاءات وفتن.

ويقول المولى عزّ وجلّ في كتابه الكريم: "أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ، وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ" (العنكبوت 2-3).

كاتب كويتي

DrAljenfawi@