الثلاثاء 17 يونيو 2025
35°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
ما لنا غير إخواننا الأكراد
play icon
كل الآراء

ما لنا غير إخواننا الأكراد

Time
الأحد 15 يونيو 2025
View
70
حسن علي كرم

يروي لي احد الاخوة، وهو كويتي من اصل كردي، انه في سنة 1961 عندما زعم رئيس وزراء العراق عبدالكريم قاسم ان الكويت قائم مقامية تابعة للعراق، وعين الامير الراحل سمو الشيخ عبدالله السالم بمنصب قائم مقام.

قال عندما رأى والدي ان الازمة تتصاعد، اشار على مسؤولين كويتيين ان يسافر الى كردستان العراق، ويقابل الزعيم مصطفى برزاني ليحرك القوات الكردية (بيشمركة) باتجاه بغداد وهو الامر الذي سيفشل خطة تحريك القوات العراقية لاحتلال الكويت.

وقال ان والدي فعلاً شد الرحال الى كردستان، وقابل هناك القيادات الكردية، التي كانت في نزاع مع بغداد، ما اجبر عبدالكريم قاسم الى تراجع قواته لاحتلال الكويت.

وهناك مقولة اخرى، لعلها اكثر مصداقية، وهي ان المرجعية الديني الشيعي في النجف الاشرف آية الله محسن الحكيم تدخل، ومنع قاسم من حماقة احتلال الكويت، باعتبار الاحتلال بمثابة اغتصاب.

هذه المقولة الاخيرة في تصوري اقرب الى الواقعية، فمنذ ذلك التاريخ ظل بيت الحكيم يتبادلون مع اسرة الحكم الكويتية الرسائل والزيارات، وقال لي صديقنا المرحوم الاديب والشاعر عبدالعزيز العندليب الذي كان يعمل سكرتيراً في مكتب الامير الشيخ جابر الاحمد، ان الحكيم يراسل الشيخ جابر ويخاطبه بـ"ابني الشيخ جابر".

هذا ما كان في النجف واربيل، وهذا ما عانيناه من حكام بغداد على مدار اكثر من 75 عاما (من 1936 في عهد السكير الاحمق الملك غازي، ومن ثم المحاولة الفاشلة للشيوعي بكر صدقي، ومحاولة انقلاب رشيد عالي الكيلاني وهروبه إلى برلين، وارتمى في احضان هتلر مقبلاً يده".

من هنا مأساة الكويت مع بغداد كانت فصولا لا تنتهي، فكلهم صدام، وكلهم يمارسون العداوة والكراهية بين بعضهم بعضاً.

تجديد الازمة بين الكويت وبغداد على ما يسمى خور عبدالله، والذي يزعم العراقيون ان الخور برمته تاريخاً ومياهاً، وسمكاً وممراً، وحدوداً عراقي، وأن عبدالله الذي سمي الخور باسمه هو صياد سمك كان يصيد السمك في الخور واسمه عبدالله التميمي.

في تقديري لا يهم إن كان عبدالله هذا عراقي او كويتي، بقدر ما يهم الشعبين الجارين ان يعيشا بسلام، بعيداً عن افتعال الازمات وبث الكراهية، والشك بين شعبين جارين يجمعهما الكثير من المشتركات، وهي تجمع لا تفرق.

لكن يبدو ان شلة من الغوغاء والجهلة مُنحوا انفسهم حق الادعاء والدفاع عن العراق، باعتبارهم سياسيون يمثلون الشعب، فيما الواقع هم مأجورون مدعون وخدام للغير، فهؤلاء يحركهم الدولار!

لا ينبغي ان تنتهي ازمة الخور بانتهاء الانتخابات البرلمانية العراقية المقبلة، فالعراقيون ازمات ومشكلات في الداخل ويصدرونها للخارج.

الكويت علاقاتها تاريخية وجيدة جداً مع الاخوة الكرد العراقيين، والتاريخ يتحدث عن الرابط الاخوي بين الكويتيين والاكراد، وهناك حالياً ازمة الرواتب بين بغداد واربيل اخذت في التصاعد، والاكراد عازمون على عرض خلافهم مع بغداد على مجلس الامن، لامتناع بغداد عن صرف رواتب موظفي حكومة اقليم كردستان، وفق القوانين الاتحادية ما بين بغداد واربيل.

السيد هوشيار زيباري، وهو سياسي وقيادي في حكومة الاقليم، كشف عبر لقاء تلفزيوني على الهواء ان حكومة الاقليم مضطرة إلى تصعيد ازمة الرواتب اذا استمرت بغداد في تعنتها.

الكويت تربطها صداقات تاريخية طويلة مع قيادات اقليم كردستان العراق، بدءاً من الزعيم مصطفى برزاني ونجله مسعود برزاني، وخاله هوشيار زيباري، ويبقى الاكراد والكويت صداع لا ينتهي مع بغداد، وازمة الخور الكويتي وازمة الرواتب، هم مشترك يجمع الكويت بالاكراد، والتاريخ يبقى شاهداً على الوقوف مع الاكراد بوابة للخلاص من ازماتنا مع بغداد.

خط الكويت - الكرد يبقى الطريق والبوابة السالكة التي تخلصنا من الغوغائين اشباه السياسيين في بغداد، ففي 1961 وقف الاكراد مع الكويت والواجب والحاجة المشتركة تقتضي حاليا ان نقف مع الاكراد، بازمتهم مع حكومة بغداد.

صحافي كويتي

[email protected]

آخر الأخبار