الثلاثاء 17 يونيو 2025
38°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
محافظة الفروانية... عاصمة الاستدامة
play icon
كل الآراء

محافظة الفروانية... عاصمة الاستدامة

Time
الأحد 15 يونيو 2025
View
10
د.سامي العدواني

في قلب دولة الكويت، تقع محافظة الفروانية، بوصفها واحدة من أكثر المحافظات حيوية وتنوعا في التركيبة السكانية والمرافق الحيوية.

ولعلها –بكل ما تحتويه من إمكانات– أجدها أكثر تأهيلاً لترشيحها لأن تكون "عاصمة الاستدامة" في الكويت، لا من باب التوصيف المجازي، بل كمبادرة تنموية عملية قابلة للتطبيق والقياس في ظل محافظ نشط، وقريب من نبض المجتمع، سعادة الشيخ عذبي ناصر العذبي، قادر على احتضانها، وأخذها إلى حيز الإنجاز.

الفروانية ليست مجرد محافظة وسطى، من حيث الموقع، بل هي وسطٌ اجتماعي وتنموي نابض؛ تضم بين جنباتها مرافق سيادية وخدمية ذات رمزية خاصة، فمن المطار الدولي الذي يستقبل العالم، إلى أكبر مجمع تجاري سياحي في المنطقة (الأفنيوز).

ومن مستشفى الفروانية الجديد الذي بُني وفق معايير عالمية، إلى ثاني أكبر مسجد بعد مسجد الدولة الكبير من حيث السعة، إلى الصرح الأكاديمي "جامعة الكويت" أحد مفاخرنا الوطنية، بالإضافة إلى المعاهد التطبيقية، التي تُعد من أذرع التعليم المهني، و"استاد جابر" أيقونة الرياضة والشباب، فضلا عن مصدر "الخضرنة" والزراعة المستدامة في مواقع الهيئة العامة لشؤون الزراعة، وحتى على صعيد المجتمع المدني حيث موقع جمعية حماية البيئة، أقدم جمعية بيئية في الخليج العربي والمنطقة على الإطلاق.

هذه المرافق المتنوعة وغيرها، تعكس تعدد الأبعاد التي يمكن من خلالها النظر إلى الفروانية من منظور الاستدامة، وهو ما يعزز من تحول المبادرة من الشعور إلى المشروع إذ تتكامل الأدوار، وتتعاضد الجهود لصناعة نموذج يُلهم بقية المحافظات.

إن مفهوم "الاستدامة" الذي أقرته الأمم المتحدة عبر أجندة 2030 يتجاوز البعد البيئي، ليشمل التنمية الاقتصادية، والعدالة الاجتماعية، وجودة الحياة، والحُكم الرشيد، وتعزيز الشراكات. وإذا ما نظرنا إلى أهداف التنمية المستدامة الـ17، نجد أن الفروانية تمتلك المقومات المادية والبشرية، والبنيوية، لتحقيق كثير منها على أرضها.

منها على سبيل المثال الهدف الثالث "الصحة الجيدة"، والهدف الرابع "التعليم الجيد"، و الهدف الثامن "العمل اللائق ونمو الاقتصاد"، الذي يتجلى في وفرة الأنشطة التجارية والخدمية، والهدف الحادي عشر "مدن ومجتمعات محلية مستدامة" من خلال إمكانات التخطيط العمراني، وتطوير الأحياء، والهدف السابع عشر "عقد الشراكات" في ظل وجود جمعيات أهلية وخيرية عريقة ومجتمع تطوعي نشط.

أضع المبادرة بين يدي قادة المحافظة ورموزها في أن تكون "الفروانية 2030: عاصمة الاستدامة المجتمعية"، تسعى إلى تحويل المحافظة إلى نموذج حيّ لأجندة الاستدامة بتطوير مساحاتها الخضراء، وتعزيز برامج الوقاية الصحية والمجتمعية، وتطبيق معايير البناء الأخضر، ومشاركة الخطباء والمرشدين والمبادرات التطوعية، وفتح الآفاق للمبتكرين والمبدعين... أن تتحول محافظة الفروانية إلى مختبر وطني للسياسات العامة في الاستدامة.

إن محافظة لا تخلو، كغيرها من تحديات، وحتى لا تستنزفنا الإكراهات، وتغرقنا الإشكالات، فعلينا أن نبادر بتدوير تروس النجاحات، وأن نبني على مواردنا، وما تملكه من مقومات، لا نحتاج اختراعات، بل إلى إعادة ترتيب الأولويات تقودها روح المشاركة والابتكار، ولتكن البداية مقالة تفتح باب التفكير، وتمهد لتحرك مجتمعي ورسمي جاد، تنطلق من خلاله أول تجربة كويتية محلية تحمل عنواناً طموحاً "الفروانية...عاصمة الاستدامة".

خبير استدامة

 [email protected]

آخر الأخبار