الأربعاء 18 يونيو 2025
38°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
حُبُّ التناهي شطط وخير الأمور الوسط
play icon
كل الآراء

حُبُّ التناهي شطط وخير الأمور الوسط

Time
الأحد 15 يونيو 2025
View
30
د.خالد الجنفاوي
حوارات

يتناهى الانسان عندما يفرِط في سعيه الى بلوغ النهاية، في أموره الحياتية، وهو سلوك سلبي شطط (مجاوزة الحد)، وقالت العرب قديمًا: "حُبُّ التناهي شطط وخير الأمور الوسط"، ومن بعض أسباب إفراط البعض، وتناهيه في الأمور الحياتية حتى تبدأ تنقلب تصرّفاته الاندفاعية، والمفرطة ضدّه، نذكر ما يلي:

- الحُمْق: يقلّ عقل المرء بالفطرة أو بالاختيار، وفي كلا الحالين، فالحمق هو تناهي مفرط في الغباء، ويؤدّي أحياناً كثيرة الى الخسران، وأفضل علاج للحمق هو التوقّف الإرادي عنه، أو بالإنصات الجادّ لنصائح العقلاء.

- المثالية الأخلاقية المفرطة: يغلو ويتعصّب أحد الأفراد أخلاقياً في حياة إنسانية صفتها الأساسية النّقص، فيبالغ في إلتزاماته الأخلاقيّة، لا سيما تجاه الآخرين، مع أنه لا يستطيع تحقيق المثالية الأخلاقية على أرض الواقع الحياتي البشري، وأفضل علاج لهذه الحالة الأخلاقية المثبّطة ذاتياً هو تقوية الصلة بالواقع.

-ضعف الثقة بالنفس: تضعف ثقة الانسان بنفسه، فتبدأ تتولّد في عقله الأوهام والوساوس حول ما قاله، أو فعله خلال يومه، فيعود مراراً وتكراراً الى التفكير في ما نطق به، أو تصرّفه، ويبدأ يأكل نفسه من الداخل، وضعف الثقة بالنفس يؤدّي الى الجلد المميت للذّات، وكلما زادت ثقة الفرد بنفسه زادت وسطيته.

-الخوف المفرط من المستقبل: يتناهى الفرد في ردود فعله تجاه ما تعرّض له في الماضي من صدمات حياتية، وما يتعرّض له في الحاضر من خذلان، ويبدأ يتكوّن لديه خوف مفرط تجاه ما يمكن أن يتعرّض له في المستقبل من تحديّات، وصعوبات حياتية، وأفضل علاج للخوف من المستقبل هو السعي الى الاستعداد له قدر المستطاع، وقبول حقيقة أن المستقبل لا يمكن التكهّن به بشكل كامل. -الحساسية النفسية المفرطة: تضعف المناعة النفسية عند الانسان، فيصبح شديد الحساسية، ويتناهى في فرحه، وحزنه وفي أغلب سلوكياته وتصرّفاته، تجاه نفسه وتجاه الآخرين، وأفضل طريقة لاعتناق الوسطية في حالة الحساسية النفسية المبالغة تتمثّل في تعويد النفس شيئا فشيئا على الاعتدال، وربما عدم المبالاة، فأنت حرّ في ردود أفعالك ما لم تضرّ.

كاتب كويتي

@DrAljenfawi

آخر الأخبار