الثلاثاء 17 يونيو 2025
39°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
النائب الأول وزير الداخلية لبِّ لهؤلاء مطالبهم
play icon
الافتتاحية

النائب الأول وزير الداخلية لبِّ لهؤلاء مطالبهم

Time
الأحد 15 يونيو 2025
View
6800
أحمد الجارالله

بعض التسهيلات للمسحوبة جنسياتهن، ممن تجنسن على "المادة الثامنة"، خطوة موفقة، وفي الطريق الصحيح لإنهاء هذا الملف، لكنه يحتاج إلى خطوات عدة في سبيل ترسيخ الاستقرار الاجتماعي في البلاد، لا سيما في ظروف معقدة إقليمياً ودولياً، وتحتاج إلى وعي وحكمة في معالجة المشكلات المتوقعة غير المنظورة، التي يمكن أن تنشأ في المنطقة، وترخي بظلالها على الكويت.

الإفراج عن جوازات السفر لـ"المادة الثامنة"، حتى لو كان لفترة محدودة، يمكنه أن يوفر الكثير على الدولة المعروفة في العالم أنها "دولة الإنسانية"، الرحيمة على شعبها والمقيمين فيها، ولهذا ثمة أمنية أن تُستكمل تلك الخطوة بأخرى، وهي السماح لـ"البدون" بالحصول على جوازات سفر، لمن يرغب في الخروج من الكويت، عسى أن يتوافر له مصدر دخل، وكذلك تصحيح وضعه في بلاد الله الواسعة، أو قد يتوجه إلى الدولة التي تُهمته أنه جاء منها.

نعم، إن وضع المقيمين بصورة غير قانونية تركة ثقيلة على الدولة، وهي بحاجة إلى حل يتوافق مع المعاهدات الدولية، وكذلك مع الرحمة التي اشتهرت فيها الكويت، يمكن إيجاد الحلول الواقعية، إذ رغم التسهيلات الممنوحة لهذه الفئة، تبقى منقوصة، فهناك العديد منهم لديهم كفاءات كثيرة، لكن بسبب وضعهم القانوني (بالمناسبة موروث ولم يكن لهم دخل فيه)، أصبحوا عالة على البلاد، فهي لا تستفيد من إمكاناتهم وطاقاتهم، وفي الوقت نفسه تمنعهم من الخروج إلى حيث يمكنهم العمل والإقامة.

في هذا الشأن، ثمة قضية أخرى، لا تختلف في الأهمية عن "البدون"، وهي جوازات السفر لمن سُحبت منه الجنسية تحت مادة الأعمال الجليلة، وإذا كانت هناك حساسية من هذا التوصيف، يمكن تسميتها "الأعمال المهمة"، فبينهم الكثير من الأطباء والدكاترة وأساتذة الجامعات وغيرهم ممن قدَّموا للكويت الكثير، أكان في الطب أو الثقافة والفنون، ممن نشر اسم الكويت عاليا في المنطقة والعالم العربي، بل العالم أجمع.

هنا، علينا التحدث بصراحة، فهناك كثير من الدول ترغب في هؤلاء أن يكونوا قيمة مضافة لديها، وهي على استعداد لمنحهم الجنسية فوراً، وبهذا هناك خسارة تقع على الكويت.

كلنا نعرف، أن الأغنية الكويتية، وكذلك المسرحيات، وغيرها من الأعمال الرائدة كانت محط أنظار الجميع في دول الخليج كافة والعالم العربي، وامتازت الكويت بهذا النوع بالكثير من المحافل، لأن ثمة من كان يدعم هذا النوع من القوة الناعمة، في وقت لم تكن هناك قوة تضاهيها في الإقليم، وهي ميزة كان من المفروض المحافظة عليها.

لا شك أن هذه الخطوة يمكنها أن تقدم العديد من الفوائد، وتفسح في المجال أمام ريادة طال انتظارها، وترسخ الاستقرار، فصدر الدولة واسع، وهي كما أسلفنا، رحيمة، وتبحث عن الفرص كي تستعيد بريقها مجدداً، لذا هناك أمنية كبيرة ألا تتوسع الحكومة بهذا السياق، فالأعمال المهمة، أو الجليلة، كنوز لا بد من المحافظة عليها، كذلك لماذا لا تجعل جوازات المادة الثامنة، وكذلك الأعمال المهمة، وغيرها دائمة، وليست مشروطة بمدة معينة، فالمهم الولاء، وليس المدة التي وجد الإنسان في الحيز الجغرافي.

لهذا نتمنى على معالي النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، الشيخ فهد اليوسف العمل بهذا الشأن، فهو رحيم ولديه الكثير مما يمنحه السير بهذه الخطوات، فالكويت ليست ظالمة، وكما ذكرنا، أميرها "أبو الإنسانية"، وهي دولة الإنسانية.

نتمنى الإسراع بلجنة التظلمات، وأن تعاد الجنسية لمن ظُلم، إذا كانت هناك مظالم، فيا معالي النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، نكرر "لا تزر وازرة وزر أخرى"، فهذا ما يقوله رب العزة والجلال، فالله يأمر بالحسنى والكويت لها.

  • أحمد الجارالله
آخر الأخبار