نحو مسار وظيفي قائم على المهارة لا الشهادة، صدر قرار تاريخي يدعم المهارة على الشهادة في التوظيف الحكومي الأميركي.
ففي خطوة مفصلية، وقّع الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب، خلال ولايته الاولى، قراراً يُعيد تشكيل نظرة الحكومة الفيدرالية للتوظيف، وقد اعتبر أن المهارة هي المعيار الأساسي في القبول للوظائف، وليس الشهادة الأكاديمية.
قد يرى البعض في هذا القرار تحوّلاً جذرياً، لكنني أراه تصحيحاً ضرورياً لمسار وظيفي طالما ظلم المواهب، وحصر الكفاءة في أوراق رسمية، قد لا تعبّر عن إمكانات الفرد الحقيقية.
منذ عام 2018، ومن داخل أسوار جامعة الكويت، وُلدت فكرة "قافلة المواهب" تحت مظلة مكتب رعاية الموهوبين، حيث كنت أؤمن،وما زلت، أن كل إنسان يملك طاقة فريدة، تستحق أن تُكتشف وتُدعم.
ورغم إغلاق هذا المكتب لاحقا، فإن مسيرتي لم تتوقف؛ بل انتقلت بفكرتي إلى المنصات الإعلامية، وقدّمت برنامجاً إذاعياً عبر "إذاعة دولة الكويت" يحمل ذات الاسم، يسلّط الضوء على الموهوبين، ويمنحهم مساحة للظهور والتألق.
ما فعله ترامب، خلال ولايته الاولى، ليس سوى ما كنت أنادي به منذ سنوات. أن نمنح الموهوب فرصة، حتى لو لم يحمل شهادة أكاديمية مرموقة. فالموهبة، حين تُحتضن، تصنع الفارق.
والعمل الوظيفي، حين يُمارس بحب وبدافع داخلي، يتحوّل إلى إبداع وإنتاجية لا تُضاهى.
لكنني، رغم تأييدي لهذا التوجه، أؤمن أن الحل. في المجتمعات التي تُبنى على أكتاف من يملكون العلم الحقيقي والمهارة الأصيلة، وليس على شهادات مدفوعة الثمن، ولا مهارات عشوائية غير مُقننة.
إن إعطاء الأولوية للمهارة لا يعني إلغاء دور التعليم، بل تصحيح مكانه الحقيقي.
فالمهارة تُكمل الشهادة، والشهادة تعزّز المهارة، والدمج بينهما هو ما يُنتج مجتمعاً متماسكاً، واعياً، ومنتجاً.
من موقعي كمبادِرة ومناصرة للمواهب منذ سنوات أدعو إلى تعميمه بروح المسؤولية، لا ردّات الفعل. ولنعمل جميعاً من أجل بيئة عمل عادلة، تحترم الإنسان لموهبته وجهده، لا مجرد اسمه أو جامعته.
كاتبة كويتية