بالمرصاد
كمتابع متواضع للاحداث، في اقليمنا الساخن، ومنذ ان قدّر لي الله سبحانه، ان أكون متيماً بشارع الصحافة، ومتطفلاً بالكتابة فيه منذ اكثر من خمسين عاما، ولقاءاتي الدائمة باصحاب دور هذه المهنة الشهيرة بالمتاعب.
اقول، وبثقة لم اعهدها من قبل، ان الحرب الحقيقية التي نشهد أوارها حاليا، ونعيشها بكل جوارحنا بين الكيان الصهيوني المغتصب والنظام الإيراني، ستكون علامة فارقة في تاريخ حروب المنطقة، ومفترق طرق بالنسبة لصراعنا المرير كعرب ومسلمين، مع هذا العدو الشاذ وجوداً، من حيث الجغرافيا والتاريخ.
بل لعلي لا ابالغ حين اقول: اننا سنشهد، وبإذن الله نهاية هذا الكابوس الصهيوني، الذي جاوز عامه الـ70، وكما يحدثنا التاريخ، ويؤمن به حاخاماتهم، والذي لانزال نأمل ونطمع بحدوثه، رغم بلوغنا ارذل العمر.
واذا كنا بالأمس، وبالتحديد في السابع من أكتوبر من عام 2023، ومن خلال "طوفان الاقصى" المبارك، قد شهدنا على يد ابطال غزة العزة بوادر الانتصار على هذا العدو، وذلك من خلال الأثمان الغالية التي تكبدها، والتي ليس اقلها الهجرة المعاكسة لأكثر من مليون صهيوني، بعد ان ادركوا حقيقة ما تقوله توراتهم وحاخاماتهم، بالنسبة لاعمار دولهم المزعومة، والتي لن تكمل عقدها الثامن، إضافة الى الجُبْن الذي يتميّز به اليهود على مر العصور.
اما هذه الحرب التي عانت منها كل مدن وقرى وازقة هذا الكيان، فإنني لا أستبعد مطلقاً عودة ما تبقى منهم إلى الشتات الذي كانوا فيه، وكما امرهم رب العزة والجلال في محكم كتابه العزيز: "اسكنوا الأرض"، حيث لا وطن ولا حدود، ولا فساد في هذا الكوكب.
اما الأمور الأخرى التي تم انتزاعها، وبجدارة من هذا الكيان الموقت، فهي انتهاء الكذبة التي كانت ترعب بعض الساسة العرب، وهي "جيش الكيان الذي لا يقهر"، بعد ان قهرته، وكشفت زيفه منظمة متواضعة اسمها "حماس"، وبإسلحة بدائية.
ثم اكدت إذلاله وقهره بصواريخ إيران، ومن قبلها مسيّرات "الحوثي"، ومن دون جيوش، ولعلها حكمة إلهية لكي لا تدنَّس هذه الجيوش بدماء هؤلاء.
اما الذي لا ينسى، ولم يتوقعه أحد في هذه المعمورة، فهو الانقلاب المدمر الذي اصاب الاعلام الصهيوني في مقتل، حين انقلب السحر على الساحر، فشهدت كل الولايات الأميركية والمدن الاوروبية تضاهرات مليونية، لم يكن لها مثيلاً، والتي أدانت، وبكل شجاعة، كل جرائم هذا الكيان الزائل، وطالبت حكوماتها بوقف دعمه، وهيّأت الظروف الملائمة لزواله المحتوم.
بإذن الله وتوفيقه
كاتب كويتي