الاثنين 30 يونيو 2025
38°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الحِيَادْ أَسْلَمْ
play icon
كل الآراء

الحِيَادْ أَسْلَمْ

Time
الاثنين 16 يونيو 2025
View
10
د.خالد الجنفاوي
حوارات

"المُسْلِمُ مَن سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِن لِسانِهِ ويَدِهِ، والمُهاجِرُ مَن هَجَرَ ما نَهَى اللَّهُ عنْه" (حديث شريف).

يُصبح الانسان شخصاً محايداً، لا ينحاز الى طرف على حساب آخر، ولا ينحاز الى أحد المتخاصمين، فيسلم المسلمون من لسانه ويده، ولا يتعمّد إيذاء إنسان آخر. وهو سلوك أَسْلَم للنفس وللمال، وأجلب للمنفعة على المدى البعيد.

ومن بعض المواقف والأوضاع، والظروف الحياتية التي يتوجّب على المرء العاقل، وبعيد النظر، اتخاذ موقف الحياد تجاهها، نذكر ما يلي:

-الصراعات العائلية: لا يدخل العاقل بين الشجرة ولحائها، لا سيما لا يتدخّل، قولاً أو فعلاً، في الصراعات الأسرية بين متخاصمين يتشاركون في ما بينهم أكثر من مشاركتهم له في أي شيء.

وعندما يزول غبار المعارك العائلية، يصبح الخاسر الوحيد هو من حشر أنفه في شؤون لا علاقة له بها. -الشعارات، والدعايات، والخطابات الزائفة: لا ينخدع المرء المسلم العاقل بالشعارات الرنّانة، وبالدعايات المبالغة، وبالخطابات العاطفية الزائفة، بل يتوجّب عليه معرفة الدوافع الحقيقية ورائها، وعدم الانجرار وراء من يخاطب قلبه، ويزدري عقله! -القبلية والطائفية والفئوية: لا ينقاد المسلم العاقل إلى دعوات التعصّب القبلي، والتطرّف الطائفي، والتحيّز الفئوي بسبب إدراكه أنّ ما بني على باطل فهو باطل، وأنّ المسلم الحقيقي ينظر إلى أخيه المسلم الآخر وفقاً لمبدأ المساواة بين المسلمين. أنّ أفضل الأشخاص هم الأتقياء، وليس من ينتمون إلى قبيلة أو طائفة أو فئة معينة، فلا ينحاز العاقل للأيديولوجيّات الهدّامة على حساب استقلاليته الفكرية، وهويته الاسلامية. الصراعات الوجوديّة: يحدث صراع مميت بين فرد وآخر، وبين مجموعة أفراد، يمثّل بالنسبة لهم صراعاً وجودياً، ولا دخل للإنسان المسلم العاقل بهذا النوع من الصراعات المدمّرة، فهو يتحمّل فقط مسؤوليات حماية نفسه، وحماية من يهمّه أمرهم، ولا يجدر به تقديم نفسه كأداة مجانية بأيادي أشخاص مجانين يريدون إهلاك بعضهم بعضاً. -الحِيادْ هُجرة ما نهى الله عنه: الحياد موقف قوّة، ويعبّر عن ذكاء وبعد نظر الانسان المحايد، فهو يهجر الخلافات والنزاعات النرجسية، التي ترتكز في أساسها على الباطل، وهو تعمّد إيذاء الانسان المسلم الآخر.

كاتب كويتي

DrAljenfawi@

آخر الأخبار