الأربعاء 18 يونيو 2025
33°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
دول الخليج: موقف موحد هادئ ومرن وواقعي يغلِّب المصلحة دون 'اصطفاف'
play icon
الدولية

دول الخليج: موقف موحد هادئ ومرن وواقعي يغلِّب المصلحة دون "اصطفاف"

Time
الاثنين 16 يونيو 2025
View
50
"مجلس التعاون" أمام اختبار صعب ويسعى لتهدئة التوتر والحيلولة دون اتساع رقعة اللهب ومنع الحرب الشاملة

عواصم - وكالات: فيما تأخذ الحرب بين إيران وإسرائيل أبعادا أكثر خطورة يوما بعد يوم، ماينذر بتدحرجها نحو حرب شاملة، وبينما لا يزال أُفُق التصعيد بين الدولتين غير واضح، تتزايد المخاوف لدى دول الشرق الأوسط من احتمال انزلاقها نحو الحرب خصوصاً منطقة الخليج، بحكم قربها من إيران، وتشابك مصالحها الاقتصادية والجغرافية معها ومع الولايات المتحدة الأميركية، وشهدت الأيام الأولى للحرب تهديدات إيرانية بإمكانية استهداف القواعد والمصالح الأميركية في المنطقة وإغلاق مضيق هرمز الستراتيجي، وهي إشارة غير جيدة بالنسبة لدول الخليج التي تسعى جاهدة لتهدئة التوتر والحيلولة دون اتساع رقعة اللهب، ومرة أخرى، تبدو دول مجلس التعاون في منطقة اختبار صعبة للتعامل مع التصعيد الخطير الذي قد يتسع بطريقة يصعب احتواؤها، وهو ما يثير تساؤلات ملحّة حول ارتدادات الحرب.

ولا يعد التصعيد بين إيران وإسرائيل حدثاً معزولاً، بل تطور يحمل تداعيات ستراتيجية عميقة على دول الخليج العربي التي تقع جغرافياً في قلب التوترات الإقليمية، وتعدّ شرياناً حيوياً للاقتصاد العالمي، وفق الكاتب والباحث في الشؤون السياسية ورئيس جمعية الصحافيين العُمانية محمد العريمي، الذي رصد في تحليل لموقع "الخليج أونلاين" الالكتروني التداعيات المحتملة للتصعيد، محذرا من أن الاضطراب في أمن الملاحة البحرية، خصوصاً في مضيق هرمز الذي تمر من خلاله قرابة خمس صادرات النفط العالمية، حتى وإن كان محدوداً، سينعكس مباشرة على أسعار الطاقة العالمية، وهذا ما لاحظناه خلال اليومين الماضيين من ارتفاع في حدود عشرة دولارات، وعلى الأمن الاقتصادي لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الست بدون استثناء، قائلا إن أي استهداف غير مباشر أو زيادة مستوى المخاطر على البنية التحتية للطاقة، من منشآت نفط وغاز ومحطات تكرير وتحلية وموانئ، سواء من إيران أو من وكلائها الإقليميين، قد يشكّل ضغطاً كبيراً على الحكومات الخليجية لتعزيز الحماية العسكرية والأمنية لهذه المنشآت.

كما حذر من أن حالة عدم اليقين الاقتصادي، قد تُفضي إلى تراجع مؤشرات الأسواق المالية وتهديد الثقة الاستثمارية، خصوصاً في القطاعات المرتبطة بالطيران والطاقة والسياحة، ومن انكشاف البيئة الأمنية الإقليمية أمام احتمالات توسّع ساحة المواجهة، سواء عبر هجمات سيبرانية أو عمليات استهداف متبادل عبر وسطاء، ما قد يدفع دول الخليج العربي إلى اتخاذ مواقف أكثر وضوحاً في صراعات لا ترغب في أن تكون طرفاً مباشراً فيها، فضلا عن ارتدادات نفسية واجتماعية داخلية، تتمثل في القلق الشعبي، وتزايد الضغط على مؤسسات الدولة الأمنية والإعلامية لطمأنة الرأي العام في ظل حالة الاستقطاب الإقليمي.

وقال إن الخليج اليوم يجد نفسه في منطقة تماس ستراتيجية بين تل أبيب وطهران، وأي تطور ميداني في المواجهة ستكون له بالضرورة ارتدادات على البيئة الخليجية بكل مستوياتها السياسية والاقتصادية والأمنية، معتبرا أن التهديد الإيراني بضرب المصالح الأميركية وإغلاق مضيق هرمز، أداة ضغط سياسي ونفسي أكثر من كونها خطوات ستراتيجية مدروسة، مؤكدا أن اللجوء إلى مثل هذا الخيار ينطوي على مخاطر كبيرة تدركها إيران جيداً.

وبشأن الخيارات أمام دول الخليج للتعامل مع تداعيات الحرب، أشار العريمي إلى أنها، لا سيما السعودية والإمارات وقطر، تمتلك حزمة متنوعة من الأدوات السياسية والأمنية والاقتصادية للتعامل مع تداعيات التصعيد، لكنّها تحتاج إلى تفعيل ذكي ومتزن، مشيراً إلى جملة من الخيارات، هي التأهب الأمني والدفاعي عبر تعزيز المنظومات الدفاعية الجوية والبحرية، وتحسين مستوى التنسيق الاستخباراتي مع الحلفاء الدوليين، خصوصاً الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، تحسّبًا لأي عمليات عسكرية أو تهديدات عبر الطائرات المسيّرة أو الصواريخ، تنويع طرق تصدير الطاقة لتقليل الاعتماد على مضيق هرمز، كما تفعل سلطنة عُمان والسعودية من خلال تطوير موانئ بديلة في بحر العرب والبحر الأحمر.

ولفت لأهمية التحرك الديبلوماسي النشط في المحافل الإقليمية والدولية لاحتواء التصعيد، ودعم الوساطات السياسية، ومن ضمنها الدور العُماني الذي يتمتع بالمصداقية لدى طهران والغرب على حد سواء، وتعزيز الأمن السيبراني لحماية المنشآت الحيوية من أي هجمات إلكترونية محتملة، وهو تهديد لا يقل خطراً عن التهديد العسكري المباشر، وضبط الخطاب الإعلامي والسياسي، وعدم الانجرار إلى استقطابات قد تؤدي إلى توريط دول الخليج العربي في اصطفافات حادة لا تخدم مصالحها الستراتيجية، مؤكدا أن دول الخليج الست تحتاج إلى وحدة موقف سياسي هادئ ومرن، يقوم على الواقعية وتغليب مصلحة شعوبها بعيداً عن الانفعال وعن الانجرار خلف أي محور، قائلا إن الخليج يواجه اختباراً صعباً في لحظة إقليمية حرجة، فالتصعيد الإسرائيلي الإيراني المفتوح كارثي على المنطقة، مضيفا أن الخيارات ما زالت مفتوحة أمام دول الخليج الست لتفادي الأسوأ، شريطة استخدام أدواتها السياسية والديبلوماسية بحكمة، دون التفريط في جاهزيتها الأمنية والاقتصادية.

من جانبه، عوّل الخبير العسكري إسماعيل أيوب على براغماتية النظام الإيراني، مستبعدا أن تستهدف طهران المصالح والقواعد الأميركية في منطقة الخليج، معتبرا الاستهداف يعني "قيامة إيران"، متوقعاً ألا تذهب طهران إلى أبعد مدى في تصعيدها مع إسرائيل، لافتاً إلى أن التصعيد سيقتصر على كثافة الصواريخ الإيرانية والغارات الإسرائيلية، حسب قوله.

وقال أيوب "إن يحدث احتكاك بين أميركا وإيران في الخليج، فأعتقد أنه ستحل كارثة على إيران، ستدخل أميركا بشكل مباشر في الحرب، وسيحدث دمار مثلما حدث في العراق"، لافتا إلى أن الحكومة الإيرانية حتى وإن كانت مؤدلجة، فإنها براغماتية، ولن تذهب نحو توسيع رقعة الحرب، لأنها في النهاية ستخسر، مشيراً إلى أن النسيج الاجتماعي الإيراني مهدد بالتفكك لأن هناك قوميات عدة في الشرق والغرب والجنوب.

آخر الأخبار