أكدت رئيس الجمعية الكويتية لحماية البيئة د. وجدان العقاب ضرورة تبني حلول مبتكرة ومستدامة تعالج مشكلة التصحر في الكويت وتحد من آثارها البيئية والاقتصادية، منها التوسع في إنشاء المحميات الطبيعية لحماية الغطاء النباتي والتربة.
جاء ذلك في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية اليوم خلال ورشة عمل بمناسبة يوم التصحر العالمي للتحذير من التدهور البيئي الناتج عن هذه المشكلة ولطرح حلول مبتكرة لمعالجتها والتخفيف من آثارها؛ نظمتها الجمعية ممثلة بمركز صباح الأحمد للتدريب البيئي بالتعاون مع الجامعة الدولية تضمنت مجموعة من المحاضرات العلمية والعروض البحثية قدمها نخبة من الأكاديميين والمتخصصين.
واضافت العقاب أن التصحر يعد تحديا عالميا يمس حياة مليار شخص في أكثر من 110 دول من بينها دول الخليج العربي ،وأن تقديرات برنامج الأمم المتحدة للبيئة حول تكاليف الوقاية من التصحر تقل بخمس مرات عن الخسائر الناتجة عن تجاهله ما يبرز أهمية التدخل المبكر والتخطيط البيئي السليم.
وأشارت إلى أن المشاركين أكدوا أهمية إعادة تأهيل الأراضي المتدهورة والاستفادة من المياه المعالجة في مشاريع التخضير الحضري وضرورة تنظيم الرعي ومراقبة الأنشطة البشرية في المناطق البيئية الحساسة وتفعيل التشريعات البيئية الوطنية.
وذكرت أن المشاركين أوصوا بضرورة نشر الوعي البيئي والتربية البيئية وتشجيع البحث العلمي وتوظيف التقنيات الحديثة مثل الاستشعار عن بعد لرصد المناطق المتدهورة ووضع خطط استصلاح دقيقة وفعالة ،إلى جانب تبني حلول مبتكرة لمعالجة مشكلة التصحر والتوسع في المحميات الطبيعية بالبلاد.
من جانبه قال عضو الجمعية احمد مراد في تصريح مماثل ل (كونا) إن التصحر في الكويت يعد من القضايا البيئية الملحة ويتسبب به مزيج من العوامل المناخية والأنشطة البشرية المتراكمة.
وحول أبرز الأسباب المؤدية لتفاقم التصحر في البلاد، ذكر منها قلة هطول الأمطار وارتفاع درجات الحرارة إلى جانب تدهور التربة وتفككها بالرعي الجائر الذي يؤدي إلى تأكل الغطاء النباتي.
وأفاد أن زحف الرمال يأتي نتيجة الرياح الشديدة وغياب مصدات طبيعية فعالة مما يساهم في تدهور مساحات واسعة من الأراضي في ظل ضعف برامج التخضير والتشجير المستدامة الذي يساهم في تسريع وتيرة التدهور البيئي ،ما يستدعي تدخلا مشتركا يجمع بين الحلول العلمية والتخطيط البيئي المتكامل.
بدورها أكدت عضو الجمعية د. وفاء بهبهاني في تصريح مماثل أنها قدمت محاضرة حول دور المحميات الطبيعية في مكافحة التصحر والحفاظ على التنوع البيولوجي، مبينة ان المحميات تعد من أبرز أدوات مواجهة التصحر ولها من دور في حماية الغطاء النباتي والتربة ودعم البحث العلمي والتعليم وتحقيق التنمية البيئية المستدامة.
وأضافت أن محمية صباح الأحمد الطبيعية تعد نموذجا وطنيا بارزا ، وهي غنية بالتنوع الاحيائي من نباتات صحراوية وطيور مهاجرة وثدييات وزواحف.
وأكدت أن نجاح جهود مكافحة التصحر يتطلب تفعيل الاتفاقيات البيئية الدولية وتعزيز التوعية المجتمعية والتوسع في إنشاء المحميات والتشجير المستدام مع ضرورة تعزيز الشراكة المجتمعية لحماية هذه المناطق وضمان بيئة آمنة للأجيال المقبلة.
من جهته قال الاستاذ المشارك في الجيومورفولوجيا والجيوماتكس بالجامعة الدولية وعضو الجمعية د. أحمد القصبي ل (كونا) إنه القى محاضرة حول أثر التغير المناخي على تزايد السيول المفاجئة في الكويت.