الاحتلال ينصب ملاجئ جاهزة وسط إسرائيل... ويقصف مواقع تخزين ومنصات ومخازن مسيّرات في إيران
طهران، عواصم - وكالات: دوّت انفجارات عنيفة في مدينة تل أبيب ومستوطنات غرب رام الله صباح أمس، في حين أكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن صاروخاً أصاب بشكل مباشر مبنى في منطقة تل أبيب الكبرى، وقالت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية إن صاروخاً إيرانياً ضرب بشكل مباشر مبنى في مدينة هرتسيليا شمال تل أبيب، بينما قالت الشرطة الإسرائيلية إن أضراراً مادية وقعت جراء سقوط صواريخ على منطقة تل أبيب، في حين قالت هيئة الإسعاف الإسرائيلية إن الهجوم أدى إلى إصابة خمسة، وسط اشتباه بوجود عالقين تحت الأنقاض، وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية، بينها القناة 12 العبرية، إلى أن الدفعة الصاروخية الأخيرة تراوحت بين 20 و30 صاروخاً، وقالت الجبهة الداخلية الإسرائيلية إن صافرات الإنذار دوّت وسط وشمال البلاد ومنطقة تل أبيب الكبرى والقدس، إضافة إلى بئر السبع وحيفا.
في المقابل، أعلن جيش الاحتلال استهداف مواقع عسكرية غرب إيران، بالتزامن مع دوي انفجارات في العاصمة طهران، قائلا إن سلاح الجو نفّذ غارات واسعة على أهداف عسكرية غرب إيران، استهدف خلالها مواقع تخزين وإطلاق صواريخ "أرض-أرض" ومنصات إطلاق ومخازن مسيّرات، بينما أعلن مسؤول الشؤون الأمنية بمحافظة لرستان الإيرانية تدمير ثلاث مسيّرات إسرائيلية في المحافظة، فيما دوّت انفجارات في مدينة تبريز، وأفادت وكالة أنباء فارس بأن الدفاعات الجوية الإيرانية دمّرت مسيّرات إسرائيلية صغيرة في سماء بندر عباس جنوب البلاد، كما أُسقطت مسيّرة قرب منشأة "نطنز" النووية وسط البلاد، مع دوي انفجارات في مناطق متفرقة من طهران، وارتفع عدد قتلى القصف الإسرائيلي على مبنى التلفزيون الإيراني في طهران إلى ثلاثة واندلع حريق جديد في المبنى، في حين اعتبرت الخارجية الإيرانية الاستهداف جريمة جديدة ارتكبها الكيان الصهيوني، مطالبةً مجلس الأمن بتحمّل مسؤوليته.
وقال جيش الاحتلال إن إيران أطلقت ستة صواريخ ليلية، تم اعتراض خمسة منها، بينما سقط السادس في منطقة مفتوحة بالنقب، كما أعلن إسقاط مسيّرة رُصدت في منطقة جنوب الجولان، في حين فُتح تحقيق بسبب عدم تفعيل صافرات التحذير قبل الهجوم الإيراني الأخير، وقالت القناة 12 الإسرائيلية إن إيران أطلقت نحو 380 صاروخاً باليستياً على إسرائيل عبر 15 هجوماً منذ اندلاع المواجهة يوم الجمعة الماضي، بينما أعلن "الحرس الثوري" الإيراني استهداف مركز الاستخبارات العسكرية لجيش الاحتلال "أمان" ومركز الاستخبارات الخارجية "الموساد"، وقال قائد القوات البرية في الجيش الإيراني كيومرث حيدري: "قامت مسيرات مدمرة من أنواع مختلفة مزودة بقدرات تدمير واستهداف دقيق بتدمير مواقع ستراتيجية في تل أبيب وحيفا".
وفي اليوم الخامس من التصعيد العسكري غير المسبوق بين إيران وإسرائيل، سمع دوي انفجارين قويين في وسط طهران وشمالها، واندلع حريق في مقر التلفزيون الإيراني الرسمي أججته الرياح غداة استهدافه بضربة إسرائيلية، وذكرت وسائل إعلام رسمية أن إيران استدعت جميع الأطباء والممرضين من إجازاتهم، كما كرر جيش الاحتلال تأكيده مقتل رئيس الأركان الإيراني علي شادماني في عملية دقيقة، بينما أصدرت قيادة الأمن السيبراني في إيران قراراً يحظر على المسؤولين وفرق حمايتهم استخدام جميع الأجهزة المتصلة بالشبكات الاتصالية والاتصالات العامة، لتعزيز الأمن السيبراني وحماية المعلومات الحساسة للمسؤولين، وتخوفا من كشف السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة يحيئيل ليتر نية تل أبيب تنفيذ عملية كبيرة ضد إيران يوم الجمعة المقبل، قائلا "عندما تهدأ الأمور، سترون مفاجآت ليلة الخميس والجمعة ستجعل عملية أجهزة النداء (البيجر) في لبنان تبدو بسيطة".
من جانبها، شرعت تل أبيب في نصب عشرات الملاجئ الجاهزة في المدن بدءا من منطقة تل أبيب الكبرى، بينما أصدرت الجبهة الداخلية تحذيرا أمنيا بشأن نظام التنبيهات المبكر، مشيرة إلى أن إيران غيرت طريقة عملها، قائلة إنه "بناء على التطورات الأخيرة، من المهم إعلامكم بأنه من المرجح عدم إصدار تحذيرات مسبقة قبل 30 دقيقة من إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل"، مضيفة أنه "وفقا للتقارير الأخيرة، غيرت إيران طريقة عملها، فبدلا من إطلاق الصواريخ من عدد كبير من منصات الإطلاق الثابتة، تستخدم الآن 3-4 منصات إطلاق متحركة، تطلق الصواريخ بسرعة وتخلي مواقعها فورا. يقلل هذا التغيير بشكل كبير من الوقت المتبقي للكشف المبكر"، مؤكدة أنه "لذلك، في حال تلقي أي تحذير، من المتوقع ظهوره قبل نحو 10 دقائق (أو أقل) من الاصطدام المحتمل. يرجى توخي الحذر وإبلاغ أفراد عائلاتكم وأقاربكم وأصدقائكم. التحضير السريع وتبادل المعلومات يُنقذ الأرواح".
الضربات أعاقت "نووي إيران... وكاتس: سنتعامل مع "فوردو"
واشنطن، عواصم - وكالات: نقلت شبكة "سي. إن. إن" عن مسؤول أميركي قوله إن تقديرات الاستخبارات الأميركية ترى أن الهجمات التي شنتها إسرائيل على إيران ربما تكون أعاقت برنامجها النووي لبضعة أشهر، ونقلت الشبكة الأميركية عن أربعة مصادر مطلعة على الأمر قولها إن تقديرات الاستخبارات الأميركية قبل تنفيذ الهجمات كانت قد خلصت إلى أن إيران لم تكن تسعى بنشاط إلى أن يكون لديها سلاح نووي، كما خلصت التقييمات إلى أن إيران كانت تبعد نحو ثلاثة أعوام عن القدرة على إنتاج سلاح نووي وتوجيهه إلى هدف من اختيارها.
من جانبها، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية امتلاكها أدلة جديدة تؤكد تعرض الجزء السفلي من مفاعل "نطنز" النووي لأضرار مباشرة، قائلة إنها رصدت عوامل إضافية تشير إلى تأثيرات مباشرة على غرف تخصيب اليورانيوم تحت الأرض، وفيما كان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي قال إن أجهزة الطرد المركزي في منشأة نطنز قد تكون دُمّرت نتيجة للهجمات الإسرائيلية، اضافت الوكالة أن الضربات الإسرائيلية كانت لها تأثيرات مباشرة على قاعات أجهزة الطرد المركزي تحت الأرض في منشأة نطنز، أما بالنسبة لمنشأتي أصفهان وفوردو النوويتين، فقالت الوكالة الدولية إنه "لا يوجد تغيير ليتم إعلانه" بشأنهما.
بدوره، قال وزير حرب الاحتلال الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن منشأة "فوردو" النووية مسألة سيتم التعامل معها بالتأكيد، قائلا "سنواصل استهداف أهداف للنظام وأهداف عسكرية في طهران كما فعلنا ضد هيئة الإذاعة والتلفزيون التي تُستخدم للدعاية والتحريض"، زاعما أن يد إسرائيل الطولى ستصل إلى كل عدو وفي كل مكان، وتزامنا، قال مسؤول عسكري إسرائيلي إن تل أبيب لا تريد أن تتسبب ضرباتها على إيران في كارثة نووية، مشيراً بالقول: "لم ننفذ أي عملية في فوردو بعد لكن هذا لا يعني أننا لن نفعل"، مضيفا أن الصواريخ الإيرانية أصابت أهدافا مدنية وعسكرية في إسرائيل.