الخميس 19 يونيو 2025
34°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
أيها المسلمون في كل البقاع اجعلوا دعاءكم للعالم كله
play icon
كل الآراء

أيها المسلمون في كل البقاع اجعلوا دعاءكم للعالم كله

Time
الثلاثاء 17 يونيو 2025
View
60
حسن علي كرم

نسمع خطب الائمة في صلوات الجمعة المنقولة عبر الفضاء

والميكرفونات في المساجد، وخطب السياسيين ايضاً، وفي الاعياد لا سيما الدينية.

يختم الخطيب خطابه بالدعاء للمسلمين، وسائر الدول الاسلامية بالامن والامان والخير، هذا امر جيد اذا صدر الدعاء من قلب سليم، لكنني اشك في صدق الدعاء، واشك ان يصل الى الله بقوله جل شأنه: "واذا سالك عبادي عني فإني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعاني".

لكن الشك أن غالبية الادعية مجرد تحريك لسان، اولاً لان المسلمين يدعون على بعضهم بعضاً لمجرد اختلاف سياسي او مذهبي، بل ان البعض يكفر الاخر، ولا يتوانى بالدعاء بهلاك الاخر.

هذه في الحقيقة نقطة مهمة، فلقد فشلت جميع المؤتمرات واللقاءات التي جمعت كبار علماء المسلمين، وعلى مر العصور، لجمع او توحيد المسلمين على كلمة سواء، بل ان المسلمين بعد اللقاء تزداد بينهم الشقة والخلاف، ولعلهم (كل المسلمين بكل مذاهبهم ومنازعهم) لن يجتمعوا على كلمة سواء، ولا هناك نوايا صادقة تجمعهم على وحدة الكلمة.

ورحم الله شيخنا مفتي الكويت، ومعلمها الاول الشيخ يوسف بن عيسى القناعي الذي أرجع الخلاف الى اصحاب العمائم، لا للعوام، فاغلب هؤلاء من البسطاء يلتقطون افكارهم واراءهم من زمرة دعاة الفتنة وشق وحدة امة لا اله الا الله، ويبقى المسلمون على هذا الخلاف، إلى ان يشاء الله أمراً كان مفعولاً.

ادعية الدعاة، وائمة المساجد، وكتاب الخطب السياسية لكبار القادة والسياسيين، غالباً ما تنتهي بالدعاء بالامن والسلام للمسلمين وعلى سائر بلدانهم، وهذا لئن كان في يوم ما معقولاً ومقبولاً، لكن مع سهولة الانتقال من بلد إلى بلد، وانتشار الاتصالات والمواصلات، اصبح هناك مواطنون من تلك الديار غير المسلمة يؤمنون بالاسلام ويعلنون اسلامهم، هؤلاء ايضاً مسلمون.

انت قد لا تصدق ان هناك دولا غير مسلمة او لا دينية (علمانية) عدد المساجد فيها يفوق دولا اسلامية.

لنترك الدين والعقيدة، ولننظر للجانب الانساني، فالبشر من ناحية الفسيولوجية امة واحدة، وانت اذا مرضت لا تذهب الى طبيب مسلم لكونه مسلما، لكن تذهب لافضل طبيب، ولا تسأل دينه وعقيدته، وربما هو ملحد لا يؤمن بالله، إلا أن الدواء واحد والمرض واحد، وكلنا نمرض بعلل مشابهة.

ما اريد أن اصل إليه هو أن الدعاء لا ينبغي ان يخص المسلمين، فيما هناك اخوة لنا نحن واياهم شركاء في الارض والسماء والجنة والنار، فليس كل المسلمين مضمون دخولهم الجنة، ولا الامم الاخرى مآلها جهنم.

الله لم يعد المسلمين لكونهم مسلمين بالجنة، فابوابها مفتوحة لكل من عمل صالحاً، وهذا العمل الصالح قائمة طويلة، لا تقف عند الصلاة او الصيام او الحج والزكاة، فكم من الناس من يعمل اعمالا هو يراها تدخله الجنة وهي اقرب لجهنم.

ايها المؤمنون، ايها المسلمون، ايها الدعاة بكل مذاهبكم لتكن قلوبكم، والسنتكم تلهج بالدعاء للانسان، هو اخيكم في الدين او اخيك الدنيا، و لندعو بالسلام على الارض، وإلى الجميع، و لنتذكر قول السيد المسيح (عليه السلام): "الله في السماء وعلى الارض السلام".

صحافي كويتي

[email protected]

آخر الأخبار