الخميس 19 يونيو 2025
42°C
تم نسخ الرابط بنجاح
ليش فنشوا النملة؟
"يقولون يا جماعة الخير إن النملة إذا نشطت غارت منها السباع". قالها الشايب ثم اضاف: "نملتنا مثال طيب للموظف المثالي لانها تروح لدوامها الغبشه (طلعة الشمس)، مع العلم ان ما عليها لا مدير، ولا مشرف، ولا اي مسؤول، وشغلها بذمة وضمير يلفت الانظار!
ما اطولها، قول طول، شافها الأسد ملك الغابة، وحك لحيته وقال: هذي شغلها وهي بدون رقابة؟ أجل لو عيّنت لها مشرف يمكن تطلع لي نفط من تحت المكتب، ومن بكره عيّن الصرصور مشرف عام عليها، اللي أصدر فرمان بالزامها بالتبصيم باليد والرجل ثلاث مرات باليوم!
وعشان الشغل يصير محترم وظّف سكرتيرة شقراء بجيبة قصيرة
وعيّن الأستاذ عنكبوت مدير أرشيف يتابع المكالمات والهمسات!
الأسد انبهر بالتقارير الأولية وقال: نبي رسوم بيانية وخطوط طالعة نازلة، نبي باوربوينت يهز الارض، مثل الاتي وجماهيره.
على طول الصرصور ما صدق خبر، راح اشترى كمبيوتر وطابعة وسكنر وسيكل تنقل چنه ماهوله، وعقد مرتفع للذبّانة، اللي صارت مديرة تقنية الغابة!
النملة بدأت تحنّ لأيام الشغل البسيط لان وقتها ضاع بين اجتماعات، وتحاليل، وجداول، وبصمة حضور، وحست إنها صارت تشتغل أقل، وتجلس أكثر، وبآخر الشهر الأسد كعادته زأر، وقال: فيه خلل بالإنتاجية، وعشان يعالج الموقف جاب مس جراده، مستشارة تطوير، وكان أول قراراتها، تغيير الأثاث، شراء سجاد، دلال، مساند، وعمل ركن كافي شوب للموظفين المتليشين (المتعبين)، ومانست تعين لها مساعد خاص، يحمل عنها هم الشنطة والستراتيجيات والابتسامات! وعينت القبسه (البومة) كمستشار مالي.
وبعد دراسة الوضع ثلاث شهور دخلت على الأسد وقالت: "يا طويل العمر عندنا تضخم عمالي، لان الصرف زايد والإنتاج نازل! سألها: وش نسوي؟ قالت: فنشوا النملة!
وفعلاً تم فصل النملة بتهمة ضعف الاداء".
الرجل: "وهو يبرد فنجاله بقول كلمة وحده بصراحة النملة انظلمت"!
المعاق: "المسكينة راحت فيها لان اللي اشتغلوا حولها ناس اخر همهم الشغل".
الشايب: "صدقت يا ولدي النملة، ما ضعفت لان اللي حولها ثقلوا عليها".
الخبير: "اختم الجلسه بسؤال بريء: يا هل يا ترى ايه هو السبب الحقيقي باللي حصل، برجاء مشاركتنا قبل لا تطير وظايفنا، زي النملة"؟
المتمولس: "هو انا لازم اشيل المسؤولية، ما يصير ادربيها" (ادحرجها)؟
وفي هذه الأثناء رفع على مسامعنا الشيخ زغلول أذان الظهر.
كاتب كويتي