الخميس 19 يونيو 2025
38°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
تَرْوِيض النفس على المروءة
play icon
كل الآراء

تَرْوِيض النفس على المروءة

Time
الثلاثاء 17 يونيو 2025
View
30
د.خالد الجنفاوي
حوارات

يروّض الانسان نفسه على سجية معيّنة، عندما يطوّعها بإرادته واختياره، على اعتناق سلوكيّاتها المحدّدة.

ولعل أفضل ترويض وتطويع للنفس البشرية في عالم اليوم المضطرب، هو المروءة، وهي مجموعة من الأخلاق الحميدة، والخصال الكريمة، تدلّ على كمال الرجوليّة، لا سيما بالنسبة للرجل المسلم.

ويصدر عن المروءة الأقوال والأفعال الجميلة من النفوس البشرية السليمة، ومن بعض مبادئ ومتطلّبات ترويض النفس على المروءة، نذكر ما يلي:

-التصديق بفوائد المروءة: يصدّق المرء صحّة المروءة، ومشروعيتها الأخلاقية، وفوائدها المختلفة، وما في سماتها من صلاح للنفس، فيبدأ يسعى إلى إعتناق سلوكيّاتها وسماتها الأخلاقية المميّزة، لاعتقاده بنتائجها الإيجابية على حياته، وكذلك علاقاته مع الآخرين.

وعندما يصدّق الفرد بأخلاقية المروءة، وأنها الغذاء الأساسي للنفس الرجوليّة الأبيّة، يبدأ يظهر أمامه طرق ووسائل اكتسابها.

-المروءة والْهِمَّة العالية: ينشأ في قلب الانسان تصميم نفسي شديد، وعزيمة قوية لاكتساب سمة المروءة، فيبدأ يسعى بِجِدّ لترسيخ قيم ومبادئ المروءة في شخصيته، وتطويع نفسه على قبولها والالتزام بمسؤولياتها الأخلاقية المختلفة، ومن يسخِّر طاقاته، الذهنية والبدنية، لاكتساب مهارة معيّنة، سوف ينجح في سعيه، ولو بعد حين.

-مصاحبة أهل المروءة: يجدر بمن يريد تعويد نفسه على المروءة وسماتها وأخلاقياتها أن يجالس، ويصاحب، ويخالط من يُعرف عنهم إتّصافهم بالمروءة، ومن صفاتهم كمال الرجوليّة، والوقار، والرّزانة، والسكينة، والسمعة الطيّبة بين الناس الأسوياء، وكرم اليد والنفس، وسماحة الطبع، وطلاقة الوجه، والالتزام الديني، وقلّة الكلام، وطيب السّريرة.

-الاقتداء بسيّد الورى: نبيّنا ورسولنا خير الخلق محمد (صلّى الله عليه وسلّم) هو القدوة المثالية للرجل المسلم، بخلقه وأدبه القرآن الكريم.

ومن يريد الأخذ بالمروءة حري به تقليد ومحاكاة والاقتداء بأخلاق نبيّ المروءة والرجل الكامل الرجولة.

-الاستحياء من الله: يستحي صاحب المروءة من الله عز وجل في سرّه وعلنه، وكلما زاد حيائه من ربّ العباد رسخت في عقله وقلبه قيم ومبادئ وأخلاق المروءة، ومن لا يستحي من الله لا مروءة له.

فطوبى لمن روّض نفسه على الحياء من الله، وراقبه في السرّ وفي العلن.

كاتب كويتي

DrAljenfawi@

آخر الأخبار