السبت 21 يونيو 2025
39°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
ترامب... الحرب  أم السلام؟
play icon
كل الآراء

ترامب... الحرب أم السلام؟

Time
الأربعاء 18 يونيو 2025
View
70
صالح بن عبد الله المسلم

مُنذُ فوزه في الانتخابات، وقبلها، وبعدها، ونحن نسمع، ونرى من الرئيس الأميركي ترامب تناقضات عظيمة في حق الثقة، والتعامل مع الاحداث، والدول، والقضايا والشعوب، وحتى الشعب الأميركي نفسه.

لا خط ولا طريقة او منهجية أيضا فالأميركيون انفسهم لا يعرفون توجهاته، واسلوبه، وتماديه، ووعوده، وبالتالي "صدقه من كذبه وخدعه"، فهل هي سياسات التفاوض مع الآخر، أم ان الامر اكبر منه؟

هل هُناك ضغوط وصراعات بينه وبين الدولة العميقة، وما دور "اللوبي الصهيوني" في العملية كلها، وهل لا يزال من يدخل البيت الأبيض يمضي على أوراق الخضوع والطاعة لهذا اللوبي، المتمكن منذ أن تأسست الولايات المتحدة الاميركية؟ من يشاهد ترامب في الانتخابات، ومن يشاهده بعد الفوز، يستغرب التناقض العجيب في تصريحاته وشخصيته، وتعامله مع الآخرين. من يشاهد ترامب في تصريحاته حول الضرائب، يستغرب أن هذا هو نفسه الذي يخرج ويلغيها ويؤجلها، ويتلاعب بالأرقام والنسب.وتصريحاته العنيفة ضد الروس وبوتين والصين وحكومتها، وحتى الشعب الصيني والتاريخ الصيني، لم يسلم من لسانه، ثم بعدها بيومين يتلاعب بألفاظ تختلف كليا عمّا قاله بالأمس، فهل هذه مناورات كما يعتقد البعض، وشطارة وذكاء يتمتع بها ترامب، أم انها تناقضات وصراعات لا تؤدي إلاّ إلى الفوضى وعدم الثقة؟

هل نحن امام مشروع حول شخصية مؤثرة مثل ترامب؟

هناك تفسير أن الرجل معروف بأسلوبه الخطابي غير التقليدي، وله مزايا أهمها "لغتة الشعبوية"، كونه يستخدم لغة بسيطة وقريبة من عامة الناس، ومن هنا نجد انها تتضمن في كثير من الأحيان تناقضات ومبالغات، ومن ارسال رسائل متغيرة في المواقف، وهو يسعى دوما إلى التظليل الإعلامي، وفي حالات كثيرة انفعالي، فقراراته انفعالية، يفسرها علماء النفس والاجتماع والمحللين الاقتصاديين والسياسيين البارعين في التحليل، وعلماء لغة الجسد، على أن غالبية قراراته لا تنم عن دراسة، ولا عن مشاورات مع المُستشارين، والخُبراء، وبالتالي نراه يتخذ النقيض بعد فترة وجيزة، والسؤال الأهم: هل نثق في ترامب؟ قال انه سيوقف الحرب بين أوكرانيا وروسيا، ولا تزال مشتعلة، بل زادت وتيرتها، واشعل الحرب الإيرانية ـ الإسرائيلية، ولم يوقف حرب اليمن، وزاد من وتيرة التوترات في المنطقة، فهل ترامب رجل سلام، أم رجل حرب؟

اول رئيس اميركي يختلف حوله الكثيرون، ومنهم من يعتبر سلوكه السياسي مؤججاً للانقسام الداخلي في أميركا، ومنهم، وهؤلاء كثر، من ينظر اليه كمصدر لعدم الاستقرار السياسي، ومنهم من يتهمه بالتلاعب الحقائق.

اذاً، نحن امام حالة تحتاج منا الى مزيداً من الدراسات والتحليل، قبل أن نتعامل معها، وأن لا نصدق، أو ننجرّف خلف ما يقول او يتوعد به، فقد ينقض وعوده خلال ساعات، فالحذر... الحذر قبل التعامل مع مثل هذه النوعيات من الشخصيات.

كاتب سعودي

آخر الأخبار