الكيان الصهيوني لا يثق بالتقلبات السياسية في إيران

شفافيات

بمنظور آخر... وآخر جدا ربما؛ فالحرب الدائرة رحاها (مع تأنيث الرحى) بين الكيان الصهيوني وإيران حرب الغاز، وليست من أجل البترول والغاز.

فمن المستغرب ان يحاول الكيان الصهيوني تدمير المفاعلات النووية الايرانية؛ وإيران والكيان بينهما علاقات ديبلوماسية واقتصادية وغيرها؛ ومنذ سنوات طويلة، كما تربطهما علاقات تجارية وثيقة؛ وتعد الجالية اليهودية في ايران اكبر جالية في الشرق الاوسطن وقد سكن نحو 100 الف يهودي إيران في اربعينات القرن الماضي. واليوم، تعد إيران موطناً لأكثر من 8000 يهودي، كما قالت بعض الاحصاءات، كما ويوجد في ايران 25 كنيساً يهودياً بينما لا يوجد للسنة المسلمين حتى جامع واحد في طهران.

كما يستوطن في الكيان الصهيوني نحو 200 الف إيراني يهودي؛ ولا علينا من بقية هذه التفاصيل التي لا ادري ما اسميها؟ رغم تاريخ العلاقات، وتبادل الاستيطان القوي، والمصالح التجارية بينهما، فلماذا تهاجم اسرائيل مفاعلات ايران وتهدف لتدميرها؟

والجواب وبسهولة ويسر، يكمن في رؤية التغير السياسي في نظام الحكم في سورية، كمثل بارز للعيان؛ فما بين عشية وضحاها انهار النظام السوري، وتحول من نظام سياسي نصيري علوي الى نظام سني سلفي، او سني اموي؛ وزال ذلك النظام الذي مكن لنفسه بالبطش الشديد والتنكيل والسجون.

وزال ذلك النظام بين عشية وضحاها تماما؛ وفي حال امتلاك نظام الاسد المخلوع لاي قوة عسكرية كلاسيكية، او نووية، فستتحول تلك القوة إلى النظام الجديد، والذي قد يعادي الكيان الصهيوني؛ وقد يستخدم القوة الموروثة ضد هذا الكيان، حتى ولو كانت نووية.

اعزائي لقد تعبت في محاولة اقناع حضراتكم بما اقول؛فسامحوني، فما عندي قدرة اشرح لكم اكثر؛ واترككم للمدرسة اللبنانية في الكتابة، التي تعتمد على ذكاء القارىء في الفهم، ولا تضع اللقمة له في الفم.

كاتب كويتي