حوارات
لا يحتار ثاقب النّظر حول ما يواجهه، أو يتعرّض له من صعوبات أو مشكلات أو تعقيدات حياتية، ولا ينخدع بسهولة من الآخرين، بسبب استفادته الطردية من تجاربه الحياتية، وكذلك بعد نظره.
ومن بعض مبادئ وسلوكيات وسمات ثاقب النّظر في عالم اليوم المضطرب، نذكر ما يلي:
-معرفة الدوافع النفسية تغني عن التحليل المعقّد: يركّز ثاقب النّظر على معرفة الدافع النفسي الأساسي وراء كل قول، أو تصرّف بشري، ولا ينغمس كثيراً بالتحليل الأخلاقي المفرط، وبالنسبة له، وراء كل سلوك بشري سبب نفسي محدّد وواضح، وإذا عرف السبب بطل العجب، وتمّت المعرفة.
- لا تشوّش أو تحيّر، بل حزم ثابت: يحزم ثاقب النّظر قراراته الشخصية، فلا يتردّد في حسم المسائل الحياتية المصيرية لأنّ ما يتحكّم في بوصلته الفكرية أولوياته وأهدافه الشخصية، فيتجاهل ما لا يساعده على تحقيقها، ويركّز فقط على ما يساهم في تحقيقه لحياة ناجحة وفقاً لوجهة نظره، فالحزم في القرارات الحياتية، الاعتيادية والمصيرية، عنوان بارز لشخصية ثاقب النّظر.
-بعيد النّظر: هو من يفكّر في نتائج وعواقب، كلامه وتصرّفاته، وقراراته الشخصية اليوميّة بشكل مستمر، ويتمثّل بعد نظره في تفكّره المستمر في نماذج وسيناريوهات الحياة التي يفضّلها، فيختار ما يعتقدّ بأساسيته، وبصحّته، ونجاحه، واستمراره على المدى البعيد، ويتجاهل ما هو ثانوي، فهو ولا أحد آخر من يهندس حياته وفقاً لتطلّعاته، وتأمّلاته تجاه نفسه.
-الصبر على النفس: يصبر ثاقب النّظر على نفسه البشرية المضطربة وفقاً لطبيعتها الفطرية، فيعمل جاهداً على تطويعها على تلك السمات الشخصية الفعّالة والبنّاءة، والتي تؤدي الى عيش حياة ناجحة، فلا يملّ ولا يكلّ عن تطوير شخصيته، وكبح أهوائه البشرية المتقلّبة بالفطرة، وكلما زاد الصبر على إصلاح النفس، وتطوير الشخصية، زادت حدّة البصر والبصيرة.
-ثاقب النّظر والاستفادة من التجارب الحياتية: يستفيد ثاقب النّظر من كل تجربة حياتية يمرّ خلالها، أو يسمع عنها، أو يقرأ عنها، ويدوّنها ربما في دفتر خاص به، ويراجعها بشكل دوري بقصد اتخاذ قرارات حياتية صائبة.
كاتب كويتي
@DrAljenfawi