السبت 21 يونيو 2025
37°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
نجوان درويش يكتب قصائد من بحر حيفا إلى أسوار القدس
play icon
الثقافية

نجوان درويش يكتب قصائد من بحر حيفا إلى أسوار القدس

Time
الخميس 19 يونيو 2025
View
5

"لكنّي كَتبتُ الأَشجار بالخطأ" هو عنوان الديوان التاسع للشاعر الفلسطيني نجوان درويش، وقد صدر حديثاً عن "المؤسسة العربية للدراسات والنشر" في بيروت و"دار الفيل" في القدس، اللتين نشرتا في السنوات الأخيرة مجموعة من أعمال الشاعر.

وفي 168 صفحة من القطع المُتوسط، تضمّ المجموعة الشعرية الجديدة 112 قصيدة موزَّعة على سبعة فصول حملت العناوين: "تَعِبَ مِنَ المَشْيِ في البَرْزَخ"، و"لا أَحَدَ يَرْكَبُ اللَّيْلَةَ إِلى نَجْرَان"، و"دُفوفٌ تَجيءُ مِنَ البَعيد"، و"ولَسْنَا مُتأَكِّدين حَتَّى مِنْ أَنَّها سَفينة"، و"أُخاطِبُكُم كَزُمَلاء سابِقين" ، و"تَرَكَ أَثَراً في الرِّمال"، و"في يَدي آخِرُ قِناعٍ وسَأَرتديه".

يَفتتح الفصل المعنون بـ "تَعِبَ مِنَ المَشْيِ في البَرْزَخ' الديوانَ بمشهد بحريّ لمدينة حيفا المحتلة: "أَحْلُمُ مَرَّاتٍ أَنْ تَصيرَ أَمواجُ بَحْرِ حَيفا/ كُثْباناً زَرْقاء/ وأَنْ يَأتيَ مِنْها جَمَّالٌ لا عُمْرَ لَهُ/ يَسْحَبُ خَلْفَهُ الأَيَّام/ يَقِفُ قَليلاً تَحْتَ نافِذَتي/ لِأُنَاوِلَهُ كُلَّ ما ادَّخَرَ العَرَبُ عِنْديَ/ مِنْ مَطالِع قَصائدَ لَمْ تُقَلْ وحُروبٍ لَمْ تَنْتَهِ/ أُناوِلُهُ كُلَّ حُبِّهِم اليائِس...".

نقرأ في هذا الفصل مشهد المدينة العربية الواقعة بين المتوسط وجبل الكرمل، إذ تتنقّل معظم قصائد الديوان بين مدن الساحل الفلسطيني ومدينة القدس، حيث يَلمح الشاعر "صَهاينةً صِغاراً يُؤَدّونَ أَدوارَ لُصوصٍ يُمثِّلونَ أَنَّهُم صَهاينَة، صِغارٌ حَتَّى أَنّي لا أَراهُم"، فالشاعر لا يعترف بالواقع الاستعماري ومسمياته وفلسطين من نهرها إلى بحرها أرض عربية محتلة تستند، رغم كل ما يجري اليوم، على إرث ممتد من المقاومة والتحرّر. وتتمثّل وظيفة الشِّعر في هذه المجموعة كما في أعمال نجوان درويش السابقة في تحرير المكان والمخيلة بأدوات الشعر وكأنما الشاعر مؤرخ آخر يقدّم مرافعته الجمالية في مواجهة العنف الاستعماري وأكاذيبه وجميع أشكال الهيمنة والاستبداد.

آخر الأخبار