ولنا رأي
الضربة ضربها الكيان الصهيوني لإيران يوم الجمعة قبل الماضي، لم تكن استباقية كما يظن البعض، بل هو مشروع صهيوني قديم يؤرق الكيان، وهو عدم السماح لأي دولة في المنطقة، والاقليم أن تتفوق عسكرياً عليه، خصوصا في امتلاك القدرة النووية، لذا دمر مشروع المفاعل النووي في العراق في الثمانينات، ومشروع المفاعل النووي في سورية.
وكان له دور في تفكيك المفاعل النووي في ليبيا، كما أن المشروع النووي الإيراني، كان تحت أعينه، ورقابته منذ البداية، واتخذ القرار لتدميره عام 2003، في عهد رئيس الوزراء شارون، لكن نقص المعدات، والامكانات في مجال الطيران، والتزود بالوقود، ونوعية الذخائر ذات القدرة التدميرية.
ناهيك عن أعطاء الضوء الأخضر من الولايات المتحدة الحليف، والشريك، والحامي الستراتيجي للكيان الصهيوني، وكذلك إعداد الكيان الصهيوني، والتخطيط، والتدريب على هذه الضربة منذ سنوات، من خلال اجراء المناورات العسكرية التي تحاكي الطبوغرافيا الإيرانية، في كل من إسرائيل وقبرص، مع جيوش الولايات المتحدة واوروبا، لتلافي العيوب، والثغرات.
ناهيك عن اختراق الجبهة الإيرانية، من خلال شبكة من الجواسيس زرعها الـ"موساد" في إيران، من خلال عملاء جندهم في الداخل، والخارج، والاستعانة بخدمات بعض الدول، وتجهيزها لتكون منصات انطلاق قريبة من إيران، شمال العراق (كردستان)، وأذربيجان، والصومال، وتشاد.
فالعملية لم تكن مغيبة عن إيران، بل تعرفها، وتتوقعها، وتعول على استخدام أذرعها في لبنان (حزب الله)، و"الحوثيين" في اليمن، و"حماس" في غزة لاداء دور الـ"بروكسي" لإشغال الكيان الصهيوني، واقلاقه، وتفكيك جهته الداخلية.
ولكن التخطيط الصهيوني شمل القضاء على هذه الكيانات الموالية لإيران، فقضى على إمكانيات "حزب الله" المادية، والبشرية بعمليات استخباراتية، وعسكرية، وضرب الحوثيين، ودمر غزة على رأس "حماس"، وقضى على قياداتها، وتمويلها.
ولما بدأت الولايات المتحدة تغير سياستها تجاه إيران مع قدوم ترامب للحكم، وبدء مباحثات سياسية سلمية مع إيران حول برنامجا النووي، وانتهاء مهلة الستين يوما، التي أعطاها الرئيس ترامب للإيرانيين، بادرت إسرائيل بالضربة، بعد أن أخذت الضوء الأخضر الأميركي قبل يومين من جولة المفاوضات الاميركية -الإيرانية في سلطنة عمان، لتضع أميركا أمام الأمر الواقع، وتحرجها سياسيا، وتطلب تدخلها عسكريا.
فالحرب خدعة، واستغلال للفرص!
دكتور في القانون ومحام كويتي
[email protected]